الموضوع: قرأت لك..
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-20, 08:45 AM   #16
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:00 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي قرأت لك.. رسائل جدي





قرأت لك.. "رسائل جدي" لـ للروائى أحمد قرنى رحلة الفتى صالح لليافعين

تحكي الرواية عبر حبكة درامية عن الفتى صالح الذي يريد أن يهاجر إلى البلاد الغنية وهو يحلم باقتناء جواز سفر ليرحل ويترك وطنه، لكن جده وعبر رسائله إلى حفيده التى سيحكى له فيها كيف تغلب هذا الوطن عبر تاريخه على الوحش عملاق الجبل الذى هدد الجميع، مرة بصخرة عابد ومرة بمعاهدة عارف ومرة بسور جاسر، سيدرك كم تعب القدماء من أجل أن يبقى الوطن، مسيرة من الكفاح والتعب والأحلام.

البداية كانت مع الأفكار الجديدة التى يحملها جيل جديد، جيل عابد ثم جيل عارف ثم جيل جاسر..لتكتمل على أيديهم مسيرة كفاح أجيال سابقة..مسيرة كفاح البلدة ضد الوحش المخيف عملاق الجبل،

ربما انتصر الإنسان على الوحش عملاق الجبل فى الماضي بفضل أفكار جيل وراء جيل ومقاومة وخوف وترقب ثم انتصار ليبقى الوطن، لكن الوحوش لا تنتهى حتى عصرنا الحديث والكفاح ضدها لا ينتهى وكان على صالح وأصحابه أن يقاوموا وحوش هذا العصر، وحوش مختلفة عن عملاق الجبل الذى قاومه القدماء ،هذه الوحوش الجديدة ليس لها أنياب ومخالب قوية وعضلات..

ليست كديناصور هائل ولا عملاق الجبل المخيف لكنها أشد فتكا وغدرا بالإنسان، وأخطر من كل تلك الوحوش لأنها تقتل البراءة وتخرب وتدمر كل شيء.. هنا على مسرح الصخرة حاول هؤلاء الشباب مقاومة هذه الوحوش الجديدة والانتصار عليها، الخطر يحدق بهم، الوحوش عديدة..

وحش الإرهاب المخيف ووحش الجهل ووحش الأمية.. هذه المرة لم تكن مقاومة الوحش تحتاج إلى بناء سور ولكن ستحتاج إلى الغناء والشعر والفن وبناء المدرسة ..وهنا على مسرح الصخرة استمع الأولاد إلى الحكاية حكاية الأمير الإرهابي والعصفور الطيب، الأمير الذى سجن العصفور وأقنعه بعدم الغناء وأوهمه أن فى الطيران نهايته،

العصفور المسكين صدق الأمير الكاذب ولكن صالح وأصحابه استطاعوا مساعدة العصفور ليطير العصفور ويغنى بعد أن اكتشف أن صوته جميل، استطاع أن يحلق بجناحيه بعد أن عرف أن فى الطيران حياته ومتعته..خرج من قفص الأمير الإرهابي الذى يكره الغناء والنور والطيران.

بوسعك الآن أن تكون الفتى مشعل النار، الفتى الذى يحمل الجذوة الأولى لينير الطريق لأهله وأصحابه ومدينته، الفتى الذى لن يترك وطنه أبدا ليهاجر إلى البلاد الغنية لأنه عرف أن وطنه أغنى وأبقى، هنا أدرك صالح أن عليه أن يبقى ليغنى ويطير ويقاوم الوحوش التى تتربص بوطنه..

سيظل الفتى مشعل النار.. نار المعرفة والنور والطاقة، سيغنى ويطير.

لنا لقاء مع كتاب آخر