الموضوع: وقفة_مع_آية
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-14-20, 10:29 AM   #28
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:23 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





وقفة_مع_آية

مدخل:

كثيرًا ما نُردد لفظة لوجه الله وقليلٌ منا من يستشعر ضخامة ما تقتضيه هذه الجملة من إخلاص ونادرا ما يتذكر المرء أن كل ما بين يديه هالك عدا وجه الله الذي ذكره هو الباقي سبحانه
{وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (القصص:٨٨)

تفسير:

{وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} بل أخلص للّه عبادتك، فإنه {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} فلا أحد يستحق أن يُؤَلَّه ويُحب ويُعبد، إلا اللّه الكامل الباقي الذي { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ } وإذا كان كل شيء هالكا مضمحلا، سواه فعبادة الهالك الباطل باطلة ببطلان غايتها، وفساد نهايتها. { لَهُ الْحُكْمُ} في الدنيا والآخرة {وَإِلَيْهِ} لا إلى غيره {تُرْجَعُونَ} فإذا كان ما سوى اللّه باطلا هالكا، واللّه هو الباقي، الذي لا إله إلا هو، وله الحكم في الدنيا والآخرة، وإليه مرجع الخلائق كلهم، ليجازيهم بأعمالهم، تعيَّن على من له عقل، أن يعبد اللّه وحده لا شريك له، ويعمل لما يقربه ويدنيه، ويحذر من سخطه وعقابه، وأن يقدم على ربه غير تائب، ولا مقلع عن خطئه وذنوبه.
تفسير السعدي

وقفة تدبرية:

الناظر بعين يقينه لكل شيء على كونه هالك لا محالة أخلص سريرته للواحد الباقي لا محالة

العمل بالآية:

التحرر من قيد الانتصار لنفسك في المشادات الدنيوية
تنقية السرائر بطاعات الخلوات
الاختلاء بالله بتحديد أوقات معينة لا ينقطع فيها المرء عن الذكر ولا ينشغل بغير ربه.

انهي أيامك بوحدانية الله كما انتهت كل قصص السورة بالتوحيد.