مفارقة التوأم..

كأنها كانت بويضة واحدة قبل الإنقسام..
كأننا كنا في رحم واحد قبل الميلاد كأنه كان الشبه واحد قبل الفراق
غادَرَت..
دون سبب واحد يكون شفعة عند اللقاء
يقولون "البعيد عن العين بعيد عن القلب"
لكني لم أنسَ وتبدوا كذلك أيضا، فقد عادت بعد كل تلك السنون الطوال
بنفس وجهها المعهود الصبوح البشوش الودود
لم تتغير كأن مر عليها يوما أو بعض يوم
مازالت الطفلة السعيدة المرحة العبثية
أما أنا فقد هرمت أنا الآن أكثر جدية
أقل مزاحا وأقل تفاؤلاً
ناقم
غير قانع
أحمل وجها مقضوب دائماً وأحمل قلب "طائر طنان""
أتحدث الصمت بإتقان
تسألني.. مازلت تحبني ؟!
نعم.. أحبك كأول مرة صرخنا فيها سوياً
وكآخر مرة صرخت فيها وحدي !!
لكن لم يعد يغريني أن أكون المنشود..
فبعيدا عن شَعري الذي بدأ يُدنس بالبياض
بعيدا عن الأخاديد التي تركت بصماتها بنجاح علي وجهي
وبعيدا عن الفارق المقدر بيننا بعشرات السنين الضوئية
أنا الآن كهل مظلم لم يعد بإستطاعتي أن أضيء زاوية بغرفة
كيف لي أن أضيء حياتك

اعتقيني لوجه الله..



،