عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-20, 02:11 PM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:26 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي { الـنـظر }و { الـبصـر }..



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لماذا أمرنا الله بغضِّ البصر ولم يأمرنا بغض النظر؟.. بل وسمح لنا الدين بالنظرة الاولى!!..
فلو لاحــظنا قـــوله تعالى"وَتَرَاهُمْ (يَنظُرُونَ) إِلَيْكَ وَهُمْ لَا (يُبْصِرُونَ) " ..لعلمْنا أنَّ هناك فرقاً بيـن { الـنـظر }* و* { الـبصـر }..

فالنظر: هو رؤيةُ الأشياء من دون إحاطةٍ بالمرئي.. وهذا ما يحدث كثيراً..
فترى شخصاً ما ..ولو سألكَ أحدٌ عن لون قميصه فلا تدري..
أما البصر: فهو رؤيةٌ يُستخدم فيها العقل بتركيز.. للإحاطة الكاملة بالمرئي..
ولهذا طالبَنا الدينُ بغضِّ البصر.. ولم يطلبْ منا غضَّ النظر..

ولهذا يمكن النظرُ للمرأة في أداء الأعمال اليومية من معاملات لتسير الحياة.. فلو زاد النظرُ عن المطلوب.. وتحركت المُدركات.. تحوّلَ النظرُ إلى بصر!..
وهنا يأتي الأمر الإلهي بغضِّ البصر.."قُل لِّلۡمُؤۡمِنِینَ یَغُضُّوا۟ مِنۡ أَبۡصَـٰرِهِمۡ"..

ولما سُئل النبي صل الله عليه وسلم عن نظر الفجأة، الرجل ينظر إلى المرأة مفاجأة قال: "لك الأولى وليست لك الأخرى"، وقال: "لا تُتبع النظرةَ النظرةَ"..
وقد أُبيح النظرُ إلى المرأة الأجنبية للحاجة .. ومنه النظر إليها في البيع والشهادة والتطبب والخِطبة .. وأما نظرُ الشهوة : فهو محرَّمٌ بالإتفاق .

ولو تأملتَ أيضاً لوجدتَ أنَّ من أسماء الله (البصير) ولا تجد (الناظر).. قال تعالى:"إِنَّهُۥ كَانَ بِعِبَادِهِۦ خَبِیرَۢا بَصِیرࣰا" ..فالبصر أعمق وأشمل من النظر..
وعندما يأمرنا اللهُ تعالى بالتدبر فى خلْقه.. يأمرنا (بالنظر).. لا (بالبصر)!..

فيقول تعالى:"أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ".. " أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا".. "فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ"..

وفي كل هذه الآيات استُخدِمَ (النظر) لأن هذه آياتٌ معجزات.. ولا يستطيع أحدٌ الإحاطة بها.. أو الإلمام بمكوناتها.. فالنظرُ هنا أولى منَ البصر!..
منقول بتصرف..