عرض مشاركة واحدة
قديم 12-15-20, 07:38 AM   #13
الفضل10

الصورة الرمزية الفضل10

آخر زيارة »  03-08-24 (09:43 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



" تساؤلات وإرهاصات "

يُبين الكاتب في هذا الباب عن ذلك الفضول والحرص على تلقي
ما هو جديد من الأخبار ليكون حديث الساعة ،
لا يهم :

قيمة
وكم
ووزن
وحجم
ومهية

ذاك الذي عليه الحديث يدور !
هي شهوة التطلع والفضول وتحريك الراكد من الأمور الروتينية الممللة
التي يقضيها بعض الناس !


" الموت ومباغتته "
يتمنى الكاتب أن يكون للموت بوادر واشارات منها يُعرف وقت حضور مفرق الجماعات ، وميتم الأطفال ،
غير أنها أمنية تنافي وتناقض ذاك السر من تلكم المباغتة ، لكون عنصر المفاجئة يكون له دواعي احترازية
وجب على المتيقن من شنه الهجوم في كل لحظة وحين .

هو حال الإنسان الذي يستمطر ويرتجي ويأمل أن يسمع ويُشنف سمعه بتلكم العبارات
التي تُلهب قلبه وتضمد جرحه ، وتُسّكن خوفه ، وتؤنس غربته ،
ليجد السكينة في ذاك ، ليحيى على أكناف السعادة والهناء ،

عند الموت تظهر الكوامن ويُكشف المستور عن الذي كان مخبأ مخمور ،
ليكون الميدان مفتوح ،
ليشمت الحاسد ،
ويتنفس الحاقد ،
ويبكي المُجل ،
ويطلق الآهات ذاك المحب لذلك المحبوب .


الكاتب /
يُصرح عن تلكم الرغبة العارمة التي تشغل قلبه وباله ،
وشوقه ليسمع كلمات الحب وآهات الفراق
ليعرف قدره ومنزلته في قلب من يُحبهم وأفرد لهم جَنانه ،

لعل في تأخر التصريح بتلك المشاعر الدفاقة سيلٌ من الأسباب منها عظم شأن ذلك المحبوب
فجعل من الأفعال هي من تُترجم ذلك الاحساس الذي يكتنف قلب ذلك الإنسان ،
ولعل منها ذاك السير على الطباع التي هي من روافد الحياة
بحيث ترك الرومنسيات تجف ينابيعها إذا ما كانت في أصلها مكونة من ألفاظ منطوقه ،
مهما غّشاها من ضبابية في صدقها أكانت متكلفة أم هي حقيقة ضج القلب منها
ليلفظها حروفاً منمقة زاهية الألوان ،

ولعل في مقام الفراق يكون الندم هو رسول الأمنيات لو كان المسجى في لحده بيننا يتنفس الحياة
لكان الفيض من جمل المحبة والعشق تُلهب الكون ليُقسم تجلياته على الكائنات .

تساؤلات الكاتب عن سبب البكاء ؟
وهناك حيث صرعى وحصاد الموت بعد أن صاروا خبر كان يكون الانقسام في حال الأنام ،
حقيقة الموت في مفارقة الروح للجسد ، فذاك جزماً ما اتفق عليه جمهور الناس على اختلاف :

مشاربهم
معتقداتهم
أجناسهم
مذاهبهم
أديانهم

" وما اختلف فيه غير الذي يعقب ذاك الموت وما يكون المصير
وإلى ماذا يصير ذلك الميت الكسير " .


" حقيقة الدنيا " :
أنها قنطرة الآخرة ، وجسر عبور لتلكم الحياة السرمدية الأبدية ،

" الموت " :
المجزوم به بوقوعه يتغافل عن حقيقته الناس وكأنهم مُخلدون لا يفنون !
يُقللون الزاد والسفر بعيد ، ويُكثرون من الأخذ من الحرام ومن هذا وذاك ،
ولا يُلقون لتلكم اللحظات أي اهتمام !

لو كنا نعيش الحياة والموت جاعليه نُصب أعيننا لما زلت بنا قدم !
ولو زللنا سرعان ما ننهض ونقيل ما تلفع وتلبس الروح والجسد ،

ولكان الظلم محبوس في قمقمه ، ولصار العدل ميزان البشر ،
ولساد الحب واندثر الحقد من قلوب البشر ،
لا أن يكون شخوصه _ الموت _ مدعاة للكسل
وأن يتخذ ذاك الخائف الوجِل صومعة على هامة الجبل !

" فالحياة تحتاج للعمل ولكن يكون على ما الله أوجب وأمر " .

الإنسان بطبعه :
الغفلة ولا يستيقظ منها إلا إذا نزل بساحته الأجل أو العطب !
يبكي على ما فرط في الحياة متمنياً لو يعود ليُحسن العمل ،
ذاك حين فوات الأوان !
فما نفعه قول ليت ولو كان !

إذا ما قيل له :
هيهات هيهات !
كان له العمر في سعته ومداه في لهو قد قضاه ،
ليستيقظ على وقع أقدام الموت وقد نزل بساحته ليُبيد خضراءه !
هناك الحسرة التي لن تُجدي ، ولن تُغنيه حينها أهاته وشكواه !


جاء رجل إلى علي بن أبي طالب _ كرم الله وجهه _ ليعظه ،
فذهب به للمقبرة ، ووقفا عند قبر ،
فسأله علي :
لو كنت مكان صاحب هذا القبر ماذا كنت لتتمنى ؟
قال :
أرجع إلى الدنيا لأعمل صالحا ،
قال له علي :
أنت الآن فيها فاعمل لهذا القبر .