هي تلك المقارنات التي يُطلقها البعض منا من باب نفخ روح البذل ، وتقديم ما يوّثق العلاقة فيما بيننا وبين الذين يُقاسموننا العيش ،
غير أن البعض يتلقفها على أنها اتهام مُغلف ومهذب من أجل لفت الانتباه على قضية ما من غير الدخول مباشرة في تلكم الملاحظات ،
وقطعاً تكون ردات الفعل تكون متباينة فمنهم :
" من يجعلها وقود بذلٍ للوصول إلى درجة ذاك المُساق لهم في ذاك المثال ،
بل يكون على اصرار أن يفوق حاله حال سابق المثال " .
ومنهم :
من يقع في ذاك الحرج والضيق حين يرى نفسه عديم الفائدة ،
وأنه في عداد النشاز من العباد .
ونستطيع :
أن نسحب هذا الأمر على العديد من الأشخاص أكان على مستوى التعامل مع أفراد المجتمع ،
أو كتعاملنا بين أفراد الأسرة من أبناء ، أو يكون بين الزوج وزوجته .
وهنا :
أحببت أن يكون الحديث عن تعامل الزوج
مع زوجته في ظل تلكم المقارنات .
لا زلت أذكر ذاك الحوار الذي دار
بيني وبين زوجتي العزيزة ،
حين كانت تخبرني عن صديقتها وهي تشتكي من زوجها بعدما أثقل مسمعها عن تلك المرأة
التي أحالت حياة زوجها إلى نعيم مقيم بذاك التدليل ،
وذاك الاهتمام الجميل لدرجة أنها " تُلقمه اللقمة بيدها كالطفل الحبيب ".
حقيقة :
لم يعجبني ذاك التصرف من ذلك الزوج الذي
هو صديقي ، وأخي في ذات الحين ،
قلت لزوجتي :
سأفتح له الموضوع بطريقتي والله لي معين .
كان لنا :
جدول نمارس فيه أنا وذاك الصديق رياضة المشي ،
فجعلتها فرصة لأفتح له الموضوع وهو مني قريب ،
ولجِت :
في الموضوع وكانت وسيلتي
التعريض والتلميح .
قلت :
هنالك أشخاص ينعمون بالراحة مع زوجاتهم لما يجدونه من الاهتمام ،
والتدليل وهذا ما الواحد منا يريد ، فما هي إلا ثوان إلا وانفك من عقال الصمت ، ليُبدي ما في القلب سجين !
فقال :
نعم وهذا ما نريد فإنا نجد ذك التهميش وذاك التجاهل ،
ونحن الذين نحتاج لراحة البال والسعادة التي تكتنف المكان .
حينها :
وجدتها فرصة بعدما التقم
الطعم فقلت :
أخي العزيز ما أعتب عليه
هو حال البعض من الذين يعرضون صور حياتهم ،
حتى تلك الدقيقة الحساسة للبعيد والقريب !
نلتمس لهم العذر :
فلعهم يرمون بذلك الحديث
هو التشجيع ، لا التباهي والتزييف !
ومع هذا :
هم ينكأون جرحاً لعله يعاني منه ذاك المستمع لما يلاقيه في بيته
الذي يشكو شح دفء ذاك النعيم !
ناهيك :
فلربما وقع حب تلكم الزوجة في قلب
ذاك المعاني من تلك المعاملة من زوجته
حين يقارن هذه بتلك !
فالمرأة :
بطبيعتها تأنف وتنفر من المقارنة ببني جنسها
لأنها تعد نفسها كياناً مستقلاً لا تقبل التقسيم .
حينها سكت وأردف قائلاً :
صدقت وذاك ما وقع في قلبي عندما حسدته على تلك النعمة التي يتفيأ ظلالها
واستغفر الله من ذلك ، والله أرجو أن يغفر لي والله هو المجيب .