عرض مشاركة واحدة
قديم 02-14-21, 07:39 AM   #16
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (03:50 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



استيقظت من نومي كهائمٍ بصحراء،
أضاعه الشرق والغرب والشمال والجنوب،
ولم يعُد يهمه سوى أن يسير
على كُثبان الرمال حتى الموت.
تهاوت قدماي وجسدي
يقول للموت : هيتَ لك.
أيُها الموت أنتَ أجمل مما قاله،
جميل في بثينته،
وقيس في ليلاه،
وكثير في عزته.
أنت أجمل.
إذا جئِت فمُد ذراعيك وإحتضني احتضانًا،
وعانقني مُعانقة الأبطال للأبطال،
والثوار للثوار والعشاق للعشاق.
إن كل قصة جعلوك بها مطية لأغراضهم وأطماعهم
وجشعهم وظلمهم، قصة خرافية لم أُصدقها يومًا،
قصة كأساطير الأولين.
شاطئي ليسَ عليه إلا قوافل من السفن
المُعبئة بالهموم ولم يعُد يحتمل.
الله يعلم أنني أسوأ شاطيء على خريطة رسمها
القراصنة وكان عليه جبرًا أن يكون مرسى لهم ،
لم يُسجل التاريخ كلمة لشاطيء على كوكبنا المظلوم هذا.
خطوتان للأمام وكُلي شوقٌ لك أيُها الصادق النبيل،
وخلفي ألف ذكرى لا تهمني ولا أهمها،
فلتأتِ يا آخر الأدلة على ما بهم من أكاذيب.
إن كل شهيق يتبعه زفير وزفيرك بعث ونشور،
وفي اللحظة التي نلتقي بها تنهار كل اللحظات
والحركات والأماكن وكل الأوهام.
هل هُنالك ماهو أجمل من أن ينهار ذلك العالم بكل مافيه؟.
ما فائدة الإبتسامة وهي حمالة أوجه؟.
ما فائدة الكلمة وهي حمالة أوجه؟.
ما فائدة القرارات وهي حمالة أوجه؟.
ما فائدة القوانين وهي حمالة أوجه؟.
ما فائدة الحياة وهي حمالة أوجه؟.
وما يُحدد معناها ووجهتها ومشرقها ومغربها،
اولئك الذين لا يُسألوا عن أمرٍ ولا يرحمون.
ذواتا جُدران ،
إحداهن للمُتسلطين والأُخرى للجيران،
إثنتان يا ترى أم ثلاث أم أربع؟.
كل حياة منهن مُنفصلة عن الأخرى،
نحنُ عشاق التعدد بالهروب فقط.
أجمل ما بك أيُها الموت أنك لستَ حمال أوجه،
ولم تفرق يومًا بين صغير وكبير،
وغني وفقير وأمير وغفير وتابع ومتبوع،
أجمل ما بِك أنكَ صادق واضح وصريح ونبيل.
يُحاول سدنة الأوهام أن يخيفونا منك،
ليستثمروا خوفنا بمزيدٍ من قساوتهم وتعاليهم وتجبرهم
فأحببتُك من أول قصة زورٍ قالوها عنك.
فأنتَ صديقي الذي إذا جاء ليجعلني أول شاطيء
بالتاريخ يرحل ويترك سفن القراصنة بلا مرسى،
ليكون مالها بطن البحر الذي لا يشبع.
واهمون حقًا إذا أعتقدَ اولئك أن الموت مازال يُخدمهم.


 

رد مع اقتباس