عرض مشاركة واحدة
قديم 02-18-21, 09:17 AM   #11
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:38 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




الاستعداد لرمضان


قضاء ما فات من صيام قبل دخول رمضان

أيها الإخوة إن من الاستعدادات أيضاً قضاء ما فات قبل دخول رمضان، وكثير من الناس عليهم أيام فيما مضى من رمضان، وقد يكون بعض ذلك بعذر متصل، وقد يكون العذر انتهى من زمان، لكنه لم يصم ما فات، فليبادر قبل فوات الأوان، بعضهم أخر لعذر، وبعضهم أخر لغير عذر،

ولذلك من دخل عليه رمضان وما صام ما فاته فإنه يجب عليه بعد انقضاء رمضان قضاء ما فات من رمضان الذي قبله، وإطعام مسكين عند كثير من العلماء مذهب مالك والشافعي وأحمد أخذاً بفتوى عبد الله بن عباس وأبي هريرة في ذلك إطعام مسكين زائد القضاء مع التوبة من التأخير ومن كان عذره متصلاً أو عذرها متصلاً كامرأة حامل ثم وضعت فصارت نفساء، ثم أرضعت فاتصل عذرها حتى دخل رمضان الجديد، فليس عليها إلا القضاء فقط، ومريض امتد مرضه حتى دخل رمضان الجديد، فليس عليه إلا القضاء فقط بعد أن يعافيه الله ،

يدخل رمضان على ناس مرضى، هذا عنده فشل كلوي، وهذا عنده قرحة في المعدة، وهذا عنده صرع، وهذا عنده أشياء وأشياء مما يحول بينه وبين الصيام، ألا فليعلم هؤلاء المعذورون أن أجرهم عند الله لا ينقص، إذا كان عندهم عزيمة على الفعل، ومنعوا بشيء قهري، فإن أجرهم مكتوب عند رب العالمين، ما قطعتم وادياً، ولا سرتم مسيراً إلا هم معكم لماذا؟ حبسهم العذر.



حكمة كراهة استقبال رمضان بصيام يوم الشك

أيها الإخوة، إن من التشويق لرمضان أن نمنع من الصيام قبله بيوم أو يومين، وهذا من سد ذرائع الزيادة في العبادة، فحتى لا يزاد فيه ما ليس منه، منعنا من تقدم رمضان بيوم أو يومين، إلا أصحاب القضاء، إلا أهل العادة الذين لهم عادة يصومونها كصيام الاثنين والخميس، فلو وافق آخر شعبان اثنين أو خميس، أو رجل يصوم يوماً ويفطر يوماً، فإنه في هذه الحالة يكمل على عادته.

أيها الإخوة، إن الاستعداد لرمضان التشوق إليه، ومن التشوّق أن نمنع من الصيام قبله بيوم أو يومين، ويوم الشك قد نهينا عنه، قال الصحابي: "من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم عليه الصلاة والسلام".

وهذا اليوم الذي لا يدرى هل هو من شعبان أو من رمضان، فهو الثلاثون من شعبان، أو واحد رمضان، إلا كما قلنا لمن يقضي، أو كان له عادة بالصيام، إن من النساء من تستعد لرمضان بحبوب منع العادة الشهرية، وتقول: أريد صيامه كاملاً، وأصوم مع الناس، وأصلي مع الناس، ولا أريد أن أنقطع ولا يوم، فنقول: ألا ترضين بما رضي الله منك، ألم يرض الله منك بالفطر في أيام العادة والقضاء بعد ذلك، وأجرك كاملٌ ولا نقص فيه؟ ولذلك فلا حاجة إلى تعاطي حبوب فيها ضرر على الجسد، وفيها لخبطة للعادة، وفيها اضطراب، وإنما هو رضاً بالقضاء، والرضا بالقضاء أجره عظيم جداً، فرضا المرأة بما قدّر الله عليها من هذه العادة، ومن النفاس، فيه أجر كبير.


لاستعداد_لرمضان
[ للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله ]


يتبع....