عرض مشاركة واحدة
قديم 02-19-21, 08:04 AM   #12
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (11:52 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




الاستعداد لرمضان

رمضان شهر الفتوحات والنصر والعزة للمسلمين

وكذلك فإن من الاستعداد لهذا الشهر أن نعلم أنه كان بالنسبة للمسلمين كان شهر أمجاد، ونحن نستجر من الماضي ما نعزز به العزة في نفوسنا في زمن الذل الذي نحن فيه، عندما نرى اليهود في هذا الأيام قد شنّوا الحملات على إخواننا في فلسطين قتلاً، وهدماً، وجرحاً، وعندما نرى الصليبيين في بلاد الرافدين لم يرحموا امرأة، ولا شيخاً، ولا طفلاً، وإن أجساد المسلمين الملقاة في الشوارع اليوم لتبعث الأسى في نفوس المسلمين،

مما أصاب هذه الأمة من الذل ولكن ما يقدّر الله شيئاً إلا لحكمة، وربك حكيم عليم، وعليم حكيم وخبير ، ولعل الله يوقظ بهذه الأمور والأحداث قلوباً طالما كانت غافلة، ويوقظ نفوساً طالما كانت نائمة، ويوقظ أقواماً طالما كانوا في الغي سادرين، لكن يتذكر المسلم أن هناك جهاداً عظيماً كان في رمضان،

فغزوة بدر كانت فيه، وحفر الخندق كان فيه، وسرايا وبعوث كانت فيه، وفتح مكة كان فيه، وفتح جزيرة رودس كان في رمضان، وهلاك المختار بن عبيد الله الثقفي -أحد الكذابين- في رمضان، وفتح الأندلس كان في رمضان.

ركبنا سفيناً بالمجاز مقيرًا عسى أن يكون الله منا قد اشترى
هكذا كان يقول طارق بن زياد، وهكذا كان عسكر المسلمين متجهاً نفوساً وأموالاً وأهلاً بجنةإذا ما اشتهينا الشيء فيها تيسراولسنا نبالي كيف سالت نفوسنا
إذا نحن أدركنا الذي كان أجدرا

وهكذا فتح البذ مدينة بابك الخُرّمي في رمضان، وفتح عمورية في رمضان، وسرقوسا في رمضان، ووقعة حارم التي نصر الله فيها محمود زنكي وجيش المسلمين على الصليبيين الذين قُتل منهم عشرة آلاف في رمضان، ووقعة عين جالوت في رمضان بقيادة المظفر سيف الدين قُطُز الذي غامر في تلك المعركة حتى لاموه على تلك الجرأة ودخوله في الأعداء، وقالوا:

لم لا ركبت فرس فلان لو رآك بعض الأعداء لقتلك، وهلك الإسلام بسببك، قال: "أما أنا فكنت أروح إلى الجنة، وأما الإسلام فله رب لا يضيعه، قد قتل فلان وفلان وفلان، حتى عدّ خلقاً فأقام الله للإسلام من يحفظه غيرهم". من يحفظه ولم يضيع الإسلام

معركة شقحب بين المسلمين والتتر كانت في رمضان، وكان شيخ الإسلام يطوف على الجند ويعدهم بالنصر، وكان العلماء يقرءون سورة الأنفال يثبّتون بها أقدام المؤمنين، ويقول لهم أنتم منصورون، ويقولون: قل إن شاء الله، فيقول: أقولها تحقيقاً لا تعليقاً.

وهكذا كان فتح بلجراد عاصمة المجر في رمضان على يد سلطان العثمانيين، وكان وكان في رمضان مما سالت به دماء الشهداء في أحداث مرت على الأمة، تحيي في النفوس ذكريات عطرة، وتشوّق إلى ذلك اليوم الذي ينتصر فيه أهل الإسلام، نسأل الله أن يعجّل بنصر المسلمين.

أيها الإخوة، ليست القضية في الكلام عما حدث من الفتوحات في #رمضان ضرباً من الخيال بحيث يُقال لا تناموا،رمضان شهر جهاد، يعني كان المسلمون يجاهدون مفطرين أو صائمين، كانوا يفطرون، والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال: أفطروا فالفطر أقوى لكم هذا دين الواقع، هذا دين فيه عمل الحسابات، هذا دين تراعى فيه الأحوال، فإذن، ليس معنى أن هذه الفتوحات كانت في #رمضان يعني أنهم كانوا يصومون كل الوقت لا، مراعاة الحال والفطر أقوى لكم[20].
وهكذا كان شيخ الإسلام يفطر بنفسه ويطوف على الصفوف في معركة شقحب، ويبين لهم حكم الفطر في هذا الشهر.


فضل العمرة في رمضان


يقوم كثير من الناس استعداداً_لرمضان بالحجز لأداء رحلة العمرة، وهذا شيء جميل في هذا الشهر الكريم، لأن عمرة في رمضان تقضي حجة معي، إذا كان #رمضان اعتمري فيه فإن عمرة في رمضان حجة.

إذن، أجرها كبير، ومن كان محتسباً لأجر، لو تمكن منه لفعله ولكن منعه عجز، ما أعطي إجازة من العمل، ما عنده نفقة يريد أن يقضي العشر الأواخر لكن الغلاء يمنعه، فإن الله إذا علم منه الصدق آتاه أجره.

وأيضاً، فإن الأعمال تُعرض على الله في كثير من مواسم الفضل، فأري الله من نفسك خيراً، فليرك متخشعاً ذاكراً منيباً أواباً متذكراً لخطيئتك باكياً على ما كان منك، تائباً مما أسلفت، وإن رفع اليدين في هذا الشهر وفي غيره، إنه شيء عظيم، ومن أوقات الإجابة رمضان، ومضاعفة الأعمال في الأزمان الفاضلة معروف محقق، ولذلك تجتهد النفوس فيه لأجل تحصيل هذه المضاعفة.


الاستعداد_لرمضان
[ للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله ]


يتبع....