عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-21, 06:13 AM   #29
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  يوم أمس (07:51 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



أستيقظ وحدي صباحًا،
تسمح نافِذتي لخيوط الشمس بالعبور نحو وجهي،
أغمضُ عيناي، وأقول في نفسي :
كم كُنت سأكون محظوظة لو أنني لم أستيقظ.
تلدغني عقارب الساعة بِصوتها،
وكم أتمنى لو أن بِمقدوري تحطيمها.
الوقتُ يمضي،
أتثائب،
وأشعرُ أن هذا الجسد لا يُمكنه النهوض.
أشتم العمل الذي يُذكرني دائمًا بِعبوديتي.
أقولُ لنفسي :
إن كُل مُعاناتي بسيطة،
تصوري،
طلقة واحدة،
فقط في رأسي،
تنهي كُل شي.
آه،
لكنني لا أملك سلاحًا،
وأخاف الإنتحار شنقًا،
أو لوحدي في حوض الإستحمام.
أُفكر الآن فيما لو أحببتُ رجل مُكتئب،
وبادلني الحُب،
كيف ستكون حياتي!.
أتخيله رجل يُشبه الورد عندما يذبل،
جسده هزيل مثل قلب مُراهق،
وملامحه هادئة مثل شخصٍ نائم،
وأسفل عينيه سنوات طويلة من البُكاء والأرق.
رجل عندما أستيقظ أجده مُستيقظ مثلي،
ويُحدق في الفراغ،
ذلك الفراغ المُثير،
الذي يُشبه العدم.
أتخيلنا نجلس على طاولة واحدة،
وننظر طويلًا في الطعام حتى يبرد،
ونحسده لأنه مُجرد طعام،
نأكُل بِبطء شديد،
ونشعُر بالملل.
أتخيله وهو يتكور في حُضني،
يبكي بِشدة،
ولا أسأله ما السبب،
لأنني أُشاركه البُكاء.
إنهُ مُتعب مثلي،
ولهذا نشعُر بالراحة عندما نتعانق،
يُقبّلني، أُقبله، وننام معًا.
نستيقظ بعد ساعتين،
لأننا رأينا نفس الكابوس،
يقول لي إنه سئِم من الكوابيس،
وأقول له إن الحياة هي الكابوس الوحيد
الذي أتمنى الإستيقاظ منه.
نُحاول النوم،
لكن النوم يهرُب منّا،
وكم نودُ لو إننا نستطيع الهروب مثله.
نقفُز من السرير،
ونذهب بسرعة إلى الحمام،
أمدُ له موس الحِلاقة،
وهو يملأ حوض الإستحمام بالماء الدافئ،
ننغمس فيه،
نضحك معًا،
وبخوفٍ شديد،
أحكُ يديَّ بالموس،
فتفور دمي في الحوض،
وتختلطُ مع الماء ببعضها،
عندها ..
أنتبهتُ أن ما أخافه،
قد تحقق،
الموت وحيدةً في حوض الإستحمام.


 

رد مع اقتباس