عرض مشاركة واحدة
قديم 02-23-21, 07:27 PM   #39
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (03:11 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الليل يبتلعني كما تبتلع السيول الأشجار.
يهشم رأسي بمعول الذكريات،
بل بمطرقة السأم والقلق.
أنا قلقة يا الله،
أقولها بحنجرة جافة محشوّة بالملح،
أقولها مُرتجفة خائِفة من دوار البحر،
وهو يُطاردني حتى عرض اليابس.
خائِفة من كُل شيء يحدُث أو سيحدُث،
وحدثَ وما أن يحدُث مرة أُخرى.
أنا قلقة يا الله،
قلقة قلق الامرأة العربية المُعتقة،
الممزوجة بالأسى والقتلى ونشيد الأُمهات،
ونائِحتهن أمام الجنائِز.
قلقة يا الله باللُغة العربية التي
تعلمتها لأبكي بِطريقة مُغايرة،
بِطريقة الكلمات التي أرسمُ بها
العصفور فوق الشجرة،
وما أن يحط على غصن إلا
وأسقطه صيادًا بِبُندقيته.
قلقة قلق الشاعر وهو يُصفف الأبيات
ويُنظفها من كلمات الحُرية.
قلقة قلق الأُمهات على بناتهن وهن
في غُرف الولادة يمتخضن.
قلقة قلق الحارس على البيت.
قلقة قلق نفسي على مُستقبلي.
قلقة قلق العابر على حِذاءه.
قلقة قلق الباب من أن يعود شجرة،
من المطر أن يعود غيمة،
من الغيمة أن تعود إلى البحر،
من البحر أن يعود إلى مالا أعرف.
بهذا الشكل الحقير تجرُني أفكاري نحو الهاوية،
نحو عقبة كبيرة من الأوهام والإضطرابات الذهانية البحتة،
نحو غياهيب لم أجد في طريقها قفرًا لِبشر أو دابة،
غير هياكل أشجار دونَ ورق، دونَ ماء،
دون حتى عصافير تشُق السماء،
ما الرحلة التي صعدتٌ إليها
دونَ أن أعرف وجهتي يا الله!.


 

رد مع اقتباس