عرض مشاركة واحدة
قديم 02-25-21, 09:38 AM   #42
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  يوم أمس (11:11 AM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



أنا مريضةٌ بالوجود،
آنستُ سقمي هذا،
في اللحظة التي أدركتُ فيها،
بأني موجودة فعلاً.
كان الأمر مُريعًا.
أن تُعاين العالم من حولك،
وتسأل نفسك :
ما الذي يحدُث هُنا؟.
ما كُل هذه الفوضى؟.
ما أنتابني ساعتها ليس كآبة، أو صدمة،
بل لحظة وعي فائِقة.
إدراكًا تامًا لوجود المرء البائِس.
عندما يفّطنُ بأن الوجود بِحد ذاته،
جرحٌ مُستعصِ،
وبِأن هذا العالم ليسَ مكانًا آمنًا.
وأجدني الآن تائهة.
أتوقُ لذلك الوطن الذي جئت منه.
ولكنّ المكان قصيّ، والطريق عُضال.
في الحقيقة،
يصعبُ عليّ فهم الفلاسِفة.
واستعسارهم المبذول لإثبات وجودنا.
ما الجدوى من تأكيد هذا المرض،
في حين أننا نشعُر بوجعه يفتك بنا
على الدوام، بِلا هوادة؟.
إن مُمارسة الوجود وأنا جالسة،
لأصعب من مُمارسة رياضة القفز على الحواجز.
إنني أقفزُ كُل يوم،
كُل ساعة، كُل لحظة،
ولا أرض ثابتة هُناك لأقف عليها.
أنا لا أتنفس،
بل ألهثُ من التعب.
أنا لا أصحو،
إلا لأن النوم قد ملني.
تتملكني في الأعماق شهوة الإنسلاخ من كوني شيئًا.
أُريد أن أنسى رُعب كوني إنسانًا.
يُبجَّل المعنى والهدف والسعادة.
يقتضي على أن أتملص من كُل هذه الأشياء،
التي تُدعى أشياء.
أبحثُ عن منفذ،
ألتفت،
أتأمل العالم من حولي،
أمعِن النظر،
وأبصر من حولي فضاءً جاثمًا، شاحبًا.
ولا مخرج هُناك.
تكمنُ المعضلة في أنني لا أستطيع أن أُقدم على الإنتحار.
فقد أقترفتُ العيش،
ووقعتُ في مأزق التشبُّث بالأشياء.
لقد فات الأوان على الرحيل،
ولم أعُد ساذِجة بما يكفي لأن أحلم،
أحبّ، أو أطمح مرةً أُخرى.
فقد كان لي عار المحاولة مُسبقًا.
وانتهى الأمر.


 

رد مع اقتباس