عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-21, 05:44 AM   #51
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (04:21 AM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



كُل الآلام ليست إلا أشياءً صغيرةً تُشبه البالونات!.
ستتضخّم ثُم تنفجر وتتلاشى في نهاية الحِكاية،
وهذا ماكان تقوله والدتي الراحِلة كُلما رأت غيّمة
سوداء فوق رأسي كما أسمّتها، كانت تقصد أفكاري.
وأنا في الرابعة كُنت لا أُجيد رسم حرف اللام،
قالت لي وهي ترفع عصاها مُنعقفة الرأس :
أُنظري هكذا حرف اللام،
كُل ماعليكِ فعله هو قلبُ هذا العصا.
مرةً سقط قدرُ الماء المغلي قُربي مما تسبّب بحرقٍ واضح
على فخذي لتُهرع هي نحوي واضعةً معجون أسنانٍ فوقه مُرددة :
لا عليكِ، أظنّ الندوب جيّدة وإن كانت سيئة، المرء الذي لا
يملك ندوبًا لا يملك ذكريات، ستتذكرين هذا الحرق
ثُم تضحكين حين تكبرين، أعدُك.
في ظهيرةٍ لاسعة عُدت مرةً من المدرسة،
أخبرتُها أن مثانتي مُمتلئة وأرغب في شُرب الماء لتُصبح فارغة،
لم تفعل شيئًا هي غير الضحك حتّى بزغت عروق عُنقها،
ولم أفعل أنا شيئًا سوى الإستغراب،
ثُم قالت وهي تسترجع نفسها :
حمقاء، مثانتك مُمتلئة والماء سيُفجرها،
كُل ماعليكِ فعله هو إفراغها بالذهاب إلى دورة المياه،
ثُم عادت للضحك وهي تُردد : حمقاء يا بُني حمقاء.
ذهبت والدتي لتُترك لي شيئًا يُشبه البالون في صدري،
لكنه يختلف عنه في شيء!.
إنهُ لا ينفجر ولا يتلاشى،
هل تعلم ماذا تبقى لي منها بعد موتها؟.
مثانة أخشى امتلاءها هربًا من الذكريات.
نُدبة في فخذي تُبكيني لا تُضحكني كُلما رأيتها،
وإحساسُ يُشبه العصى في قلبي يضربني
كُلما هممتُ برسم حرف اللام.


 

رد مع اقتباس