عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-21, 02:57 PM   #55
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (04:21 AM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



لم أفعل حتى الآن أشياء خارقة،
أشياءًا تسمح لمن حولي التغني بها.
ولا أملك صفات مُبهرة،
تدفع الجميع للتقرُب مني بسببها،
والتباهي بها أمام الملأ.
كُنت دائمًا هادئِة،
أصمُت طوال الوقت إلا ما نَدر.
جيّدة في إظهار المحبة لمن هم حولي،
وبارعة في جعلهم يشعرون بأنهم
أفضل ما وُجد على هذه الأرض.
أتحدث كثيرًا عن أبي،
ألطف سيّد على وجه الأرض وأوسمهم.
كُلما دخلت عليه صدفة إلى مكتبة،
وجدته يشدو أغاني عبدالحليم حافظ
بصوتٍ عذب لا أحد يمتلكه.
مايُخيفني هو تقدمه السريع في السن،
ولطالما تمنيت لو أملك مُعجزة تجعله
يصغر أكثر كُل مرة.
لا أعرف أُمي كما تنبغي.
أو أنني ولفرط ما عرفتها أردت أكثر
الإبتعاد عن كُل طريق يؤدي للحديث عنها.
امرأة صارمة مثل أولئك الذي تراهم على
شاشة التلفاز بوجهٍ غاضب على الدوام،
ولا تستطيع التقرب منها أو أن تعترض طريقها.
فيما مضى كُنت أحلم أن أحبها حينما أكبر،
لكني أكتشفت بأن كُل سنة تأخذني بعيدةً عنها أكثر فأكثر.
لأنها ليست موجودة بعد الآن، سِوى بِأحلامي.
أبدو لمن حولي قلبًا بإتساع السماء،
وأرقُ من نسمة الهواء،
وأخف من القطن.
رُغم كوني مليئة بالقلق،
ألا أنني أعرف كيف أهبهم الأمان بشكل دائِم.
فاشِلة جدًا في العلاقات،
ولا نصيب لي في الحُب أبدًا.
ذات مرة أحببتُ أحدهم رُغم كونه رائِعًا
ويملك تأثيرًا عذبًا في قلوب الآخرين،
إلا إنه لم يترُك في قلبي مساحة آمنة،
أكمل بها الطريق من بعده.
لا أُجيد التحدث عن لحظاتي السعيدة،
لأنها قلةُ ما عشتها.
وإن حدثت فإني أترُك قلبي يهيم في سماء
الله فرحًا لا أحد يُجاريه في التحليق.
روحي طفلة حين أفرح،
وحين أحزن أصبح امرأة طاعنة في السن،
تكسو التجاعيد روحي،
وفي أي لحظة أظُن أني سأترك مكاني
خاليًا رُغم أنه لن يشعُر بغيابي أحد.
لا ..
أبي سيفعل.
قال لي مرة أنّ حين أتأخر عند عودتي إلى المنزل،
يشعُر بالقلق والفراغ يُسيطران على المكان،
لذا أخشى على روحه من أن يتألم حين أختفي.
مُرهفة ألحسِ كُنت ولا أزال،
تبكيني النصوص التي أستمع إليها كُل ليله
قبل أن أنام وتتعذب روحي حين أستمع لقصة
فُراق حدثت في الطرف الآخر من الدُنيا.
لذلك أنا وحيدة دائمًا،
لخوفي من أن أعذّب من أُحب بِرقتي.


 

رد مع اقتباس