عرض مشاركة واحدة
قديم 09-22-21, 06:34 AM   #2
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (09:17 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سيرة بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم

السيدة زينب رضي الله عنها (2 )

بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة المنورة أمر بإحضار ابنتيه فاطمة وأم كلثوم رضي الله عنهن إلى دار الهجرة ، أما رقية رضي الله عنها فقد هاجرت مع زوجها من قبل ولم يبق سوى زينب رضي الله عنها التي كانت في مأمن من بطش المشركين وتعذيبهم وهي في بيت زوجها الذي آمنها على دينها.


بعد أن استولى المسلمون على قافلة كانت قادمة من بلاد الشام حاملةً بضائع لأهل مكة وقتل عمرو بن الحضرمي وأخذ رجال القافلة كأسرى، اشتد غضب رجال قريش، وخاصة بعد أن وصلهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينوي التعرض لقافلة أبي سفيان



وحشد رجال قريش وأشرافها الجيوش وجهزوا العتاد والأسلحة لمواجهة محمد صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه للقضاء عليهم في المدينة ، و في تلك الأثناء وصلت قافلة أبي سفيان سالمة إلى مكة.


وشارك أبا العاص زوج السيدة زينب رضي الله عنها ، قومه المشركين وقرر الوقوف ضد رسول الله ووالد زوجته صلى الله عليه وسلم والمسلمين في موقعة بدر ، تاركاً زوجته وطفليه في مكة، غير آبه بزوجته وطلبها البقاء في مكة، وعدم المشاركة مع المشركين.


كانت زينب رضي الله عنها تدعو الله سبحانه وتعالى أن ينصر والدها على أعداء الله ِ، وأن يحفظ زوجها من كل سوء على الرغم من عصيانه لله ، وبدأ القتال وواجه المشركون بعددهم الكبير رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه القلة المؤمنة، ولكن الله تعالى نصر رسوله والمؤمنون نصراً كبيراً وهزم أعداء الإسلام على الرغم من عدم التوافق العددي بين الجيشين.



ووصل خبر انتصار المسلمين إلى مكة وكانت فرحة زينب رضي الله عنها بهذا الانتصار لا توصف، ولكن خوفها على زوجها لم يكمل تلك السعادة التي غمرتها، حتى علمت بأن زوجها لم يقتل وأنه وقع أسيراً في أيدي المسلمين ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى أبا العاص زوج ابنته ضمن الأسرى، واستبقاه عنده بعد أن أمر الصحابة أن يستوصوا بالأسرى خيراً.


فلما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي العاص بمال، وبعثت فيه بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بني عليها ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال:" إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها الذي لها فافعلوا ".
قالوا: نعم ! يا رسول الله، فأطلقوه وردوا عليها الذي لها.



وادنى رسول الله صلى الله عليه و سلم إليه صهره ، فأسر إليه حديثا لم يعلم ما هو فحنى ابو العاص رأسه موافقا ، ثم حيا و مضى فلما بعد التفت صلى الله عليه و سلم الى أصحابه من حوله فأثنى على أبي العاص خيرا و قال : " والله ما ذممناه صهرا "
وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد اشترط عليه أن يبعث له حين عودته لمكة ابنته زينب فعاهده على ذلك ووفى أبو العاص بذلك ، وهاجرت السيدة زينب إلى المدينة..


ولنا لقاء متجدد بإذن الله