عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-21, 07:19 AM   #7
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:20 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



قتال الفرس:

المعارك الإسلاميةعبر أبو عبيدة واصطدم بالجيش الفارسي في رَحَى معركة عنيفة قُتل خلالها أبو عبيدة، وتراجع المسلمون عَبْر الجسر تحت ضغط المعركة، لكنَّ أحد المسلمين هدم الجسر؛ ليَحُولَ دون انسحابهم، مما أضعف رُوح المسلمين المعنويَّة، وجعلهم عُرضة للقتل بعدما اختلَّ نظام صفِّهم، في هذه الأثناء نفَّذ المثنى خُطَّة تراجع منظَّمة؛ عَبَر النهر، وانحدر مسرعًا إلى الحيرة، ومنها إلى "أُلَيْس"، قرية من قرى الأنبار......

أضاعت معركة الجسر مكاسب المسلمين السابقة، وجعلت الحرب سجالاً، وأضحى موقف المثنَّى دقيقًا، واستمرار الفتح مستحيلاً، من دون دخول إمدادات جديدة إلى ميدان المعركة، فكتب إلى عمر بن الخطاب يطلب منه أن يمدَّه بالمسلمين، تحرَّك الخليفة على وجه السرعة وجهَّز جيشًا بقيادة جرير بن عبد الملك الْبَجَلِي، وأمره بالتوجُّه إلى العراق، حيث انضمَّ إليه المثنى، وقذف الفرس -في هذه الأثناء- بجيش تعداده اثني عشر ألف مقاتل بقيادة مهران بن باذان الهمذاني للتصدِّي للمسلمين، واشتبك الجيشان في رحى معركة قاسية في البويب في شهر رمضان، أسفرت عن انتصار واضح للمسلمين....

تأثَّر الفرس بما حلَّ بهم من هزائم متكرِّرة أمام المسلمين، فثاروا على ملكتهم بوران بنت كسرى أبرويز، ونصَّبوا عليهم يزدجرد بن شهريار بن كسرى، فعمل على توحيد الجبهة الفارسيَّة، وولَّى على قيادة جيوشه رستم بن هرمز...

ولما بلغت عمر هذه الأنباء جهَّز جيشًا جديدًا بلغ تعداده نحو عشرين ألف مقاتل، أمَّر عليه سعد بن أبي وقاص، وأرسله إلى العراق لمواجهة الموقف المتجدِّد, فالتحم الجيشان في رحى معركة (القادسية) في (شهر شعبان 15هـ)، استمرَّت عدَّة أيام، وانتهت بانتصار المسلمين ومقتل رستم.

وتُعَدُّ معركة القادسيَّة نصرًا حاسمًا للمسلمين في صراعهم مع الفرس، وضربة مميتة للحكم الفارسي في العراق، وتَمَكَّن المسلمون من تحطيم القوَّة الميدانيَّة للجيش الفارسي بشكل لن تقوم له قائمة بعدها، وأدَّى مقتل رستم إلى زيادة اليأس والاضطراب في صفوف الفرس، ومن بين نتائج المعركة عودة القبائل العربيَّة الضاربة في الشمال إلى طاعة المسلمين، كما اعتنق بعضها الإسلام.

فتح المدائن:

تابع المسلمون تقدمهم بعد المعركة باتجاه المدائن عاصمة يزدجرد، ولما رأى الملك الفارسي أن المسلمين أصبحوا على أبواب عاصمته عرض عليهم الصلح مقترحًا أن يجلو عن المدائن الدنيا على ضفة دجلة الغربيَّة تاركًا المنطقة للمسلمين، شرط أن يعترفوا بالنهر حدًّا فاصلاً بينهم وبينه، فرفض سعد هذا العرض، وواصل حصاره لبَهُرَسِير حتى دخلها، واندفع المسلمون، فعبروا نهر دجلة إلى المدائن ودخلوها....

لم ييئس يزدجرد بعد سقوط عاصمته، وأرسل جيشًا إلى جلولاء التي تقع على مفترق الطرق إلى أَذْرَبِيجَان والباب والجبال وفارس، فأرسل سعدَ هاشم بن عتبة على رأس قوَّة عسكريَّة، اصطدمت بالجيش الفارسي وأَجْلَتْهُ عن المدينة، ولما بلغت يزدجردَ أنباءُ هذه الهزيمة، وكان في حلوان، انسحب منها إلى الرِّيِّ في شمال فارس، وأتمَّ سعد فتح باقي مدن العراق مثل: تَكْرِيت، والمَوْصِل، وماسَبَذَان، وقَرْقيسِيَاء، وهِيت، ودَسْت مِيسَان.

ثم رأى عمر بن الخطاب أن يقف بالفتوح عند حدود العراق، غير أن الأحداث عدَّلت من سياسته، فالفرس لم يعترفوا بالهزيمة، فجمعوا قوَّاتهم في الأهواز في الجنوب الشرقي من العراق، واتَّخذوها قاعدة انطلاق لشنِّ هجمات خاطفة على المسلمين، فاضطر المسلمون إلى فتح الأهواز ورامَهُرْمُز والسوس وتُسْتَر؛ لوقف الهجمات الفارسيَّة على صفوفهم وقواعدهم.

نهاوند فتح الفتوح:

جهز يزدجرد جيشًا جديدًا أمَّر عليه الفيرزان، واصطدم بالمسلمين بقيادة النعمان بن مقرِّن المُزَنِيِّ في نَهَاوَنْد من بلاد الجبل جنوبي هَمَذَان، وأسفر الصدام عن انتصار المسلمين رغم استشهاد قائدهم، كما قُتِلَ القائد الفارسي، وتراجعت فلول المنهزمين إلى حصن نهاوَنْد، وامتنعوا فيه، فحاصرهم المسلمون بقيادة حُذيفة بن اليمان الذي خلف النعمان، حتى استسلموا، وصالح أهل الحصن المسلمين على الأمان في (شهر محرم عام 19هـ).

وتُعَدُّ معركة نهاوَنْد من المعارك الكبرى في تاريخ الفتوح الإسلاميَّة في فارس، وسمَّاها المسلمون "فتح الفتوح"؛ لأنها فتحت الطريق أمامهم للقضاء على الدولة الفارسيَّة نهائيًّا.

تابعونا لنا لقاء آخر ان شاء الله