11-12-21, 03:27 PM
|
#407 |
| | | | | | | | | الهوايه » منذ الصغر لآ التفت خلفي آبدا فما تجاوزته بقناعه لايربكني ضجيجه | | | | | | |
رِسَالةُ.السُّورة.القُرآنيّة
سُورة.الكَهْف. ..
{ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } ..
تَبدو الكلماتُ ؛ مأهولةً بعَطاءٍ غَيبيٍّ مَدِيد !
{ آمنوا } .. { وزدناهم } .. كأن الخاتمةَ تسكنُ في البداية ..
وكأن الآية تقول .. أنّى للفَارغين أنْ تمتلئَ قُلوبهم بالمِنَح !
وإنّما يكونُ التَجلّي بالإقبالِ ؛ لِمَن هيءَّ المَقام .. لمنْ أشارَ قلبُه إلى الله !
في هُنَيهةِ من الزّمن إذن ..
حَصد الفتية مقامَ القُرب والفَضل ..
إذْ تنبّه لنونِ العَظمة ؛ كيفَ تُرافقهم في كل الدّرب
{ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } .. تتضَوّع الآياتُ برائحةِ { وزِدْناهم } ..
غَزيرٌ هذا الفَضل يا الله ..
شاهقٌ هذا العَطاء ..
تجتمعُ في الآية نونُ العَظمة وكلمة {ُ هُدى } في ثوبِ نكرةٍ ؛ حتَى تظَلّ تفوح بِفَيضٍ لا ينقطع !
إن الزيادةُ هي معنى الحُبّ الإلهيّ ..
وإنّ المُحبّ سبحانه شَكور !
لقَد اتّسع قلبُ الفِتية بالإيمانِ ؛ حتى اتّصل بما هو فوقَ الزّمان وماهو فوقَ المكان !
وقدْ قيل :
( على قَدر السّبْقِ ؛ يكونُ القُرب ) .. حتى لو كانت في بقيّةٍ من لحظة !
هلْ تدري ..
أنّ مابينَ اليقَظة والغَفلة ؛ مسافة الإنتباه .. ولكن الغفلة دوما تكون بعدَ انقضاء زمن الأعطِية !
{ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}ٌ ..
فتية غَلبوا القَيد ..
ودوماً قدرُ الشُعلة ؛ أنْ تَتوهّج للأعلى .. أنْ تُخالف قانونَ الجاذبية الأرضية في الهُبوط للأسْفل !
{ آمَنوا } ..
فهلْ يملكُ أحدٌ أن يردمَ الإيمان ..
أنْ يجعلهُ في خانةِ النِّسيان ؟ .. وهنا الإيمانُ عتبة لها مابعدها في السورة ..
لها { وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } ..
حتى كأنّ القلوبَ تُصغي لصوتِ الله ..
حتى كأنّها : ترى وعدَ الله خيلاً معقودةً بنواصيها الأمَل !
والبَصيرةُ ..
أنْ تَلمح الآتي ؛ كأنّه صوتُ الوَحي ، فلا تُزَلزلكَ الأحداث .
وقدْ قيل :
( مَن آوى إلى اللهِ ؛ غيّب اللهُ قلبهُ عن الأكدار ) .. فلا يمَسّه شَكٌّ ولا قَلق .. لا يمسه جزع ..
إذْ لا شرخَ في القلوبِ التي يدُ الله عليها !
كلّ الكلمات في الآيات ؛ ظلّت تنبضُ بنونِ العَظمة .. فَتُوحي لكَ بالحُبّ .
هلْ تعلم ..
أنّ الحُبّ قُرْب ؟
فإذا اقتَربتَ إلى الله؛ لمْ يكُن في قَلبك إلا الظَّمأ إليه !
{ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا } .. مباركٌ كل صوت يعلن الحقيقة في جدب القفار ..
إذْ قاموا مثل ( قاماتِ نورٍ تَعبُر عَتمة الكَهف ) !
{ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا } ..
تختزنُ الكلمةُ هنا عثَرات الذين تبَاعدوا ..
تيه الذين أوغلوا عن الله في الغياب !
وترى { شَطَطا } هنا تحمل معنى عميقا .. معنى
( ما أبعدَ المَقامات ؛ عمّن أغراهُ البَريق .. عمّن شطَّ عَن الطَريق ) ..
وتنبّه للمعنى التالي من بعد الأول ..
تنبه أن الباطلُ يريدُ لأهلِ الحقِّ ؛ سَفَراً طَويلاً على سُطور الحزن والمَشقّة ، وشتَات الأمرِ ، ولايريدُ لهم كَرامةً ولا فوزاً !
يخلد القرآن كل تلك المعاني والتفاصيل ..
تُرى كمْ هي المَسافةُ بين حياةٍ تُخَلّد حتى في نَومها ؛ وبين حياةٍ لا تُذكر وهي في أوْجِ يَقَظتها !
كيفَ تتحرّكُ النّواميسُ الكونية لخدمةِ أجسادِ ؛ { لو اطّلَعْتَ عَليهم لوَلّيتَ مِنهم فِراراً } !
كيفَ تقفُ الشّمس مُرتبكةً أمَامهم ؛ حتَى كأنّي بها { تَزَاوَرُ } خوفَ لَسْعِهم .. وكأنّي بالقَوانين تتَغيّر لأجلهم !
كيفَ ارتفعَ هَؤلاء إلى مَقام ؛ { ونُقَلِّبهم } .. بنونِ العَظمة كلّها !
وكيفَ خفّ بعضهم ؛ حتى هَوى إلى فَراغ { خَاوية على عُروشها } في ذاتِ السُّورة !
كيفَ يُصبح المرء من أهلِ ؛ { ذلكَ من آياتِ الله } ..
وكيفَ يتمزّق ؛ حتى يكون { أمْرُه فُرُطا } !
رُبما هي الإجاباتُ في مبدأ السُورة .. في { إذْ قاموا } قياماً لا قُعودَ ولا تَأتأةَ فيه ..
فَوقفوا ، مِن ثمّ وما تَزحزحوا عَن بُغيَتهم على جَليلِ ما طَلبوا !
رُبما كانت في دُعائهم الخالص ؛ الذي استَغرق السَماوات في عُمقه { ربّنا آتِنا .. وَهيِّء لنا } .. حتى سطّره القرآن وخلّده !
رُبما في وُضوح الغاية ، وَ وُضوح البَوصلة { ربّنا ربّ السَماوات } .. فلا أحدَ في سُويداء الفؤاد سِواه !
رُبما في الخَوف من الإنتكاسة للكُفر { أو يُعيدوكم في مِلّتهم } .. دونَ شعورٍ بِكبر ،ٍ أو منّةٍ لا يعلم دَبيبها إلا الله !
{ رَبّنا آتِنا .. وهَيّء لنا } ..
يَتسامى الدُعاء نحوَ المَدى ..
يصلُ الصَوت على أجنحةِ الرُوح ؛ إلى عالَم الملَأ الأعلى ، تُظلّله سَحابة الدُموع المُتوسِّلة ..
وتَكتُب لهم دَهشة الإجابة ..
ذاك دعاءٌ بِعُمقِ الوحدة ..
بكثافةِ النّزيف !
الدُّعاء ..
هو تلك العُشبة الصّغيرة ؛ التي تنبُت بين شُقوق الصُّخور الجافّة .. تَبدو غريبةً .. لكنّها تَمتدّ في سَماء الإجابةِ ؛ مثل داليةً مُترعة بالوَعد !
|
| |