عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-21, 03:27 PM   #407
أنثى استثنائية

الصورة الرمزية أنثى استثنائية

آخر زيارة »  06-02-24 (09:17 AM)
المكان »  مولودة بين وردةٍ ولحن
الهوايه »  منذ الصغر لآ التفت خلفي آبدا فما تجاوزته بقناعه لايربكني ضجيجه
أسامح لأرتاح
أعاني لابتسم
اصمت لأَنِّي لااريد أجادل
أتجاهل. لان لا شي يستحق
اصبر لان ثقتي بالله ليس لها حدود
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



رِسَالةُ.السُّورة.القُرآنيّة

سُورة.الكَهْف. ..

{ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } ..

تَبدو الكلماتُ ؛ مأهولةً بعَطاءٍ غَيبيٍّ مَدِيد !

{ آمنوا } .. { وزدناهم } .. كأن الخاتمةَ تسكنُ في البداية ..
وكأن الآية تقول .. أنّى للفَارغين أنْ تمتلئَ قُلوبهم بالمِنَح !
وإنّما يكونُ التَجلّي بالإقبالِ ؛ لِمَن هيءَّ المَقام .. لمنْ أشارَ قلبُه إلى الله !

في هُنَيهةِ من الزّمن إذن ..
حَصد الفتية مقامَ القُرب والفَضل ..
إذْ تنبّه لنونِ العَظمة ؛ كيفَ تُرافقهم في كل الدّرب

{ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } .. تتضَوّع الآياتُ برائحةِ { وزِدْناهم } ..
غَزيرٌ هذا الفَضل يا الله ..
شاهقٌ هذا العَطاء ..
تجتمعُ في الآية نونُ العَظمة وكلمة {ُ هُدى } في ثوبِ نكرةٍ ؛ حتَى تظَلّ تفوح بِفَيضٍ لا ينقطع !

إن الزيادةُ هي معنى الحُبّ الإلهيّ ..
وإنّ المُحبّ سبحانه شَكور !

لقَد اتّسع قلبُ الفِتية بالإيمانِ ؛ حتى اتّصل بما هو فوقَ الزّمان وماهو فوقَ المكان !
وقدْ قيل :
( على قَدر السّبْقِ ؛ يكونُ القُرب ) .. حتى لو كانت في بقيّةٍ من لحظة !

هلْ تدري ..
أنّ مابينَ اليقَظة والغَفلة ؛ مسافة الإنتباه .. ولكن الغفلة دوما تكون بعدَ انقضاء زمن الأعطِية !

{ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}ٌ ..
فتية غَلبوا القَيد ..
ودوماً قدرُ الشُعلة ؛ أنْ تَتوهّج للأعلى .. أنْ تُخالف قانونَ الجاذبية الأرضية في الهُبوط للأسْفل !

{ آمَنوا } ..
فهلْ يملكُ أحدٌ أن يردمَ الإيمان ..
أنْ يجعلهُ في خانةِ النِّسيان ؟ .. وهنا الإيمانُ عتبة لها مابعدها في السورة ..

لها { وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } ..
حتى كأنّ القلوبَ تُصغي لصوتِ الله ..
حتى كأنّها : ترى وعدَ الله خيلاً معقودةً بنواصيها الأمَل !

والبَصيرةُ ..
أنْ تَلمح الآتي ؛ كأنّه صوتُ الوَحي ، فلا تُزَلزلكَ الأحداث .

وقدْ قيل :
( مَن آوى إلى اللهِ ؛ غيّب اللهُ قلبهُ عن الأكدار ) .. فلا يمَسّه شَكٌّ ولا قَلق .. لا يمسه جزع ..
إذْ لا شرخَ في القلوبِ التي يدُ الله عليها !

كلّ الكلمات في الآيات ؛ ظلّت تنبضُ بنونِ العَظمة .. فَتُوحي لكَ بالحُبّ .

هلْ تعلم ..
أنّ الحُبّ قُرْب ؟
فإذا اقتَربتَ إلى الله؛ لمْ يكُن في قَلبك إلا الظَّمأ إليه !

{ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا } .. مباركٌ كل صوت يعلن الحقيقة في جدب القفار ..
إذْ قاموا مثل ( قاماتِ نورٍ تَعبُر عَتمة الكَهف ) !

{ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا } ..
تختزنُ الكلمةُ هنا عثَرات الذين تبَاعدوا ..
تيه الذين أوغلوا عن الله في الغياب !

وترى { شَطَطا } هنا تحمل معنى عميقا .. معنى
( ما أبعدَ المَقامات ؛ عمّن أغراهُ البَريق .. عمّن شطَّ عَن الطَريق ) ..

وتنبّه للمعنى التالي من بعد الأول ..
تنبه أن الباطلُ يريدُ لأهلِ الحقِّ ؛ سَفَراً طَويلاً على سُطور الحزن والمَشقّة ، وشتَات الأمرِ ، ولايريدُ لهم كَرامةً ولا فوزاً !

يخلد القرآن كل تلك المعاني والتفاصيل ..
تُرى كمْ هي المَسافةُ بين حياةٍ تُخَلّد حتى في نَومها ؛ وبين حياةٍ لا تُذكر وهي في أوْجِ يَقَظتها !

كيفَ تتحرّكُ النّواميسُ الكونية لخدمةِ أجسادِ ؛ { لو اطّلَعْتَ عَليهم لوَلّيتَ مِنهم فِراراً } !

كيفَ تقفُ الشّمس مُرتبكةً أمَامهم ؛ حتَى كأنّي بها { تَزَاوَرُ } خوفَ لَسْعِهم .. وكأنّي بالقَوانين تتَغيّر لأجلهم !

كيفَ ارتفعَ هَؤلاء إلى مَقام ؛ { ونُقَلِّبهم } .. بنونِ العَظمة كلّها !

وكيفَ خفّ بعضهم ؛ حتى هَوى إلى فَراغ { خَاوية على عُروشها } في ذاتِ السُّورة !

كيفَ يُصبح المرء من أهلِ ؛ { ذلكَ من آياتِ الله } ..
وكيفَ يتمزّق ؛ حتى يكون { أمْرُه فُرُطا } !

رُبما هي الإجاباتُ في مبدأ السُورة .. في { إذْ قاموا } قياماً لا قُعودَ ولا تَأتأةَ فيه ..
فَوقفوا ، مِن ثمّ وما تَزحزحوا عَن بُغيَتهم على جَليلِ ما طَلبوا !

رُبما كانت في دُعائهم الخالص ؛ الذي استَغرق السَماوات في عُمقه { ربّنا آتِنا .. وَهيِّء لنا } .. حتى سطّره القرآن وخلّده !

رُبما في وُضوح الغاية ، وَ وُضوح البَوصلة { ربّنا ربّ السَماوات } .. فلا أحدَ في سُويداء الفؤاد سِواه !

رُبما في الخَوف من الإنتكاسة للكُفر { أو يُعيدوكم في مِلّتهم } .. دونَ شعورٍ بِكبر ،ٍ أو منّةٍ لا يعلم دَبيبها إلا الله !

{ رَبّنا آتِنا .. وهَيّء لنا } ..
يَتسامى الدُعاء نحوَ المَدى ..
يصلُ الصَوت على أجنحةِ الرُوح ؛ إلى عالَم الملَأ الأعلى ، تُظلّله سَحابة الدُموع المُتوسِّلة ..
وتَكتُب لهم دَهشة الإجابة ..
ذاك دعاءٌ بِعُمقِ الوحدة ..
بكثافةِ النّزيف !

الدُّعاء ..
هو تلك العُشبة الصّغيرة ؛ التي تنبُت بين شُقوق الصُّخور الجافّة .. تَبدو غريبةً .. لكنّها تَمتدّ في سَماء الإجابةِ ؛ مثل داليةً مُترعة بالوَعد !


 

رد مع اقتباس