الشعور بِالحنين ينتابنا فجأة تجتاحُنا رياحه وعلى غير موعد فنبدأ بهلوسات الفقد إما بالأنطواء على أنفسنا أو البُكاء ويثرثر القلب بكلمات لايفسرها العقل، فهؤلاء كانوا لنا كل شيء ويصعب علينا أن يحل محلهم آخر لانهم لم يكونوا بالنسبةِ لنا أشخاص عادين تراهم عيوننا كما يراهم الغير كنا نراهم بقلوبنا كانوا ومازالوا وطناً لأروحنا ودونهم أصبحنا غُرباء ولا نتحدث إلا للغُرباء هم كانوا فصل ربيع بحياتنا ومِعطفُ يقينا من زمهرير الايام ويمنحنا الدفء وقبس أمل يُضيئ عتمة الوحدة والليالي الحالكة،دون سابِق انذار فقدنا أثرهم من أيامنا ودون ذنب منا أو خطأ أو تقصير حرمنا أياهم القدر ولا سبيل أمامنا إلا للأستسلام ليس لرحيلهم إنما للقدر نقول في أنفسنا إننا أستطعنا نسيانهم وأبسط موقف يمر بنا كسماع أغنية تذكرنا بهم أو ينادى بأسم يشبه أسمهم تعاود الذكرى تشغيل ذكرياتهم وتعود تلك النبضة للقلب التي كانت تتميز عن غيرهم لترتسم أدق تفاصيلهم أمامنا وكأننا للتو أفترقنا لهذا حين يعودون يجدون مكانهم كما هو بالقلب لم يتغير ودافء لهم فجمال ذكرياتهم أقوى من النسيان أو أدخال غريب الى قلوبنا وأن لم يعودو نبقى على عهد الوفاء نصرخ بأعلى صوت بالأتجاه الذي رحلو فيه مع القدر قلوبنا تشتاقكم ..