عرض مشاركة واحدة
قديم 12-13-21, 07:55 AM   #29
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:36 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الحسن خليفة للمسلمين:


لما استُشهد عليُّ بن أبي طالب اجتمع أهل العراق، وبايعوا الحسن بن عليٍّ رضي الله عنهما؛ ليكون خليفةً للمسلمين، فكان t ورعًا تقيًّا عالمًا مجاهدًا، حيث جاء قيس بن سعد بن عبادة -وكان تحت إمرته على أَذْرَبِيجَان أربعون ألف مقاتل كلهم قد بايع عليًّا على الموت قبل استشهاده- فجاء يقول للحسن : امددْ يدك نُبَايِعْك. فلم يردَّ عليه الحسن، ولم يرضَ بهذا الأمر، ولم يكن يريده؛ لأنه يعلم أن وراءه الدماء الكثيرة، ولكن مع إصرار قيس بن سعد بن عبادة قَبِل t البيعة (17 من رمضان سنة 40هـ)، وهو يوم وفاة علي بن أبي طالب .

أمَّا أهل الشام فبعد استشهاد عليِّ بن أبي طالب لم يجدوا بديلاً لخلافة المسلمين غير معاوية بن أبي سفيان ، فبويع بالخلافة من قِبَل أهل الشام، وأصبح للمسلمين -ولأول مرَّة- خليفتان؛ أحدهما في الشام، والآخر في العراق، وهذا لا يستقيم شرعًا، ولا يصحُّ في الإسلام، بل ينبغي أن يكون للمسلمين خليفة واحد، يسمع له الجميع ويطيع.

تنازل الحسن بن علي عن الخلافة:

التحرك نحو الشام:

كان الحسن بن علي لا يحبُّ القتال، فلما تولَّى الخلافة رغِب في الكفِّ عن القتال، وحقن الدماء، وعدم الدخول في معارك بين المسلمين، لكنَّ أهل العراق أصرُّوا على قتال أهل الشام وعلى رَدِّ الإمارة إلى العراق، وثاروا كعادتهم عليه ، واجتمعت الألوف المؤلَّفة على أمر قتال أهل الشام، والقتال وإن كان له تأويل شرعي، إلا أنَّ فيه مخالفة للإمام، وقد خَشِيَ الحسن من فتنة مخالفة كل هذه الجموع، فخرج على رأس جيش لقتال أهل الشام وهو كارهٌ لهذا الأمر، وعَلِمَ معاوية t بخروجه فخرج له بجيشه.

وعند اقتراب الجيشيْن كان الصراع شديدًا في داخل نفس الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فهو غير راغب في القتال، ويريد أن يحقن دماء المسلمين، فأرسل رسائل إلى معاوية بن أبي سفيان يطلب منه أن يرجع عن رأيه، ويدخل في جماعة المسلمين ويبايعه على الخلافة، لكن معاوية كان يرى أنَّ هذه فرصته التي ربما لا تتكرَّر لأخذ الثأر من قتلة عثمان بعد أن يكون أميرًا على جميع المسلمين، وكان جيش العراق القادم مع الحسن بن علي جيشًا ضخمًا كبيرًا، وخاصَّة بعد أن قُتل النصف من جيش معاوية في موقعة صفِّين، وكانوا راغبين في القتال، وقد بايعوا الحسن على الموت.

وعندما رأى معاوية ضخامة جيش الحسن ، قرَّر أن يرسل رسوليْن للمحاورة والمشاورة، فأرسل إليه عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر، فذهبا إليه وجلسا معه.

فقال الحسن : إن هذه الأمة قد عاثت في دمائها.

فقال له الرسولان: إنه يعرض عليك كذا وكذا، ويطلب إليك ويُسالمك.

فقال الحسن : فمن لي بهذا؟

فقالا له: نحن لك بهذا. فسُرَّ بذاك الحسن، وكان يرغب في هذا الأمر...

لنا لقاء آخر ان شاء الله