عرض مشاركة واحدة
قديم 12-17-21, 08:29 AM   #2
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:21 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سلسلة_البركة_وأنواعها [٢]:


بركـــة الله -عز وجــل- لا نهايــة لهــا

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:

"ذكر لنا من نثق به من كبرائنا في السِّنِّ أن شخصين تقاسما تمرَ بستان لهما وأن أحدهما خيَّر الآخر قال له: اختر، فقال الآخر أختار هذا الجانب الشرقي لأنه رأى أنه أحسن وأكثر.

فقال الثاني: وأنا أختار الغربي والملك بينهما أنصافًا.
فقال أحدهما: سأجُذُّه في نهار رمضان لأجل ألَّا يأكل الفقير فواعد الذين يجذُّون في النهار فجذُّوه وأدخل التمر.

▪️ وأمَّا الثاني فقال: لن أجذَّه حتى يفطر الناس فلما أفطروا قال لأهل حيِّه وكان الناس في ذلك الوقت في فقر شديد- قال لهم: إني سأجذُّ النخل في اليوم الفلاني بعد العيد، فمن شاء منكم أن يحضر فليحضر، فحضر الفقراء وامتلأ البستان وصاروا يأكلون حتى أن الزنابيل امتلأت من النوى، ولكن مع ذلك أنزل الله -عز وجل- فيه البركة.

▪️فجاء شريكه وقال له: إننا قد أخطأنا في القسمة وأنا أدَّعي أنني مغبون وكيف يأكل الناس منك هذا الأكل الكثير، وتُدخل من التمر أكثر مما أدخلت أنا؟! قال الآخر: نحن قسمنا جميعًا، وخيَّرتُك، واخترت نصيبك، معتقدًا أنه أكثر ولكن بركة الله لا حدَّ لها، قال: بل غلبتني، ورُفع الأمر إلى القاضي وحضرا.

▪️ فقال: يا أيُّها القاضي اقتسمنا التمر نصفين وأدخلت تمري وبلغ من الزنابيل كذا وكذا، وهو تأخَّر حتى أفطر الناس، وجاؤوا يأكلون، وملؤوا الزنابيل نوى وأدخل من التمر أكثر مما أدخلت وهذا يعني أنني مغبون، فكان القاضي ذكيًّا فقال له أقرأ: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ}.[القلم: ١٧].

وكأنه يقول له: احمد ربَّكَ أنك حصلت على هذا التمر؛ لأن أصحاب الجنة لم يحصلوا على شيء وأنت قلت أجذُّها في نهار رمضان لئلا يدخلنَّها اليوم عليك مسكين فهذا جزاؤك وهذا أنزل الله -عز وجل- له البركة وبركة الله لا نهاية لها فطرده ".
▪️هذه قصة مشهورة عندنا ويسمى أصحابها فلان، وفلان لكن لا حاجة لذكرهما".

[١]
المـــراجــــــع
(١) - [صحيح البخاري كتـاب التـوحيد (٢٢)].