عرض مشاركة واحدة
قديم 12-20-21, 08:00 AM   #9
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:31 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سلسلة_البركة_وأنواعها [٥]:

(من أسبــاب البركــة: استحباب الأكل بثلاث أصابع واستحباب لعق الأصابع، وكراهية مسحها قبل لعقها، واستحباب لعق القصعة وأخذ اللقمة الَّتي تسقط منه)

عن ابنِ عباسٍ -رضي اللَّه عنهما- قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه --صلّ الله عليه وسلم: "إِذا أَكلَ أَحدُكُمْ طَعَامًا، فَلا يَمسحْ أَصابِعَهُ حَتَّى يلعَقَهَا أَو يُلْعِقَها"[١]

وعن كعْبِ بنِ مالك -رضي الله عنه- قَالَ: "رَأَيْتُ رسولَ اللَّه -صلّ الله عليه وسلم- يَأْكُلُ بِثلاثِ أَصابِعَ فَإِذا فَرغَ لَعِقَها".[٢]

وعن جابرٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رسولَ اللَّه -صلّ الله عليه وسلم- أَمَرَ بِلَعْقِ الأَصَابِعِ والصَّحْفَةِ وقال: "إِنَّكُمْ لاَ تَدرُونَ في أَيِّ طعَامِكم البَركةُ".[٣]

وعنه أنَّ رسول اللَّه -صلّ الله عليه وسلم- قَالَ: "إِذا وَقَعَتْ لُقمَةُ أَحدِكُمْ، فَليَأْخُذْهَا فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أذىً وليَأْكُلْهَا، وَلاَ يدَعْها للشَّيطَانِ، وَلا يمسَحْ يَدهُ بِالمِنْدِيلِ حتَّى يَلعقَ أَصَابِعَهُ، فإِنه لاَ يَدرِي في أَيِّ طعامِهِ البركةُ".[٤]

قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-:"وأن السنّة إذا فرغ الإنسان من الطعام ألا يمسح يده بالمنديل ولا يغسلها حتى يلعقها...

لأنه قد يكون فيها بقية، إذا كان الطعام مما يبقي فيه بقية فلا يغسلها ولا يمسحها بالمنديل حتى يلعقها...

▪️ وهكذا كان -صلّ الله عليه وسلم- يلعق أصابعه وأمر بلعق الصحفة، يعني: مسح ما حولها من محل أكلك من القصعة لا تبقى مبعثر، محل أكلك تنظفه وتأكله.
▪️وأمر إذا سقطت اللقمة ألا يدعها للشيطان بل يأخذها ويمط ما بها -إن كان لحقها أذى- يميطه ويأكل السليم.

▪️ وكان يأكل بثلاث أصابع -عليه الصلاة والسلام-، ويلعقها إذا كان شيء مما يمكن أن يلعق، يأكل بالأصابع الثلاثة كالتمرة والشيء الذي يتعلق بالأصابع وتحمله الثلاثة فإن هذا يؤكل بالثلاثة،

وإذا احتاج إلى الخمسة أكل بالخمسة، لكن كان يأكل بالثلاثة على قناعة عليه الصلاة والسلام، فهذا يدل على أن الأكل بالثلاثة إذا تيسر فهو أفضل، وأن السنة لعق الأصابع، ولعق محل الأكل من القصعة، مثل ما قال -صلّ الله عليه وسلم-: "فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة"، هذه الحكمة قد تكون البركة في الشيء القليل الذي في الأصابع..".[٥]

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:

"فهذان أدبان الأول لعق الصحفة، والثاني لعق الأصابع والنبي -عليه الصلاة والسلام- لا يأمر أمته بشيء إلا وفيه الخير والبركة.

▪️ ولهذا قال الأطباء إن في لعق الأصابع من بعد الطعام فائدة وهو تيسير الهضم لأن الأنامل هذه فيها مادة تفرزها عند اللعق بعد الطعام تيسر الهضم.
ونحن نقول: هذا من باب معرفة حكمة الشرع فيما يأمر به وإلا فالأصل أننا نلعقها امتثالا لأمر النبي -صلّ الله عليه وسلم- وكثير من الناس لا يفهمون هذه السنة تجده ينتهي من الطعام وحافته التي حوله كلها طعام تجده أيضا يذهب ويغسل دون أن يلعق أصابعه والنبي -عليه الصلاة والسلام- نهى أن يمسح الإنسان يديه بالمنديل حتى يلعق وينظفها من الطعام، ثم بعد ذلك يمسح بالمنديل ثم بعد ذلك يغسلها إذا شاء.

▪️كذلك أيضا من آداب الأكل أن الإنسان إذا سقطت لقمة على الأرض فإنه لا يدعها لأن الشيطان يحضر للإنسان في جميع شؤونه كل شؤونك من أكل وشرب وجماع أي شيء يحضر الشيطان

فإذا لم تسم الله عند الأكل شاركك في الأكل وصار يأكل معك ولهذا تنزع البركة من الطعام إذا لم يسم عليه وإذا سميت الله على الطعام ثم سقطت اللقمة يعني طاحت من يدك فإن الشيطان يأخذها ولكن لا يأخذها ونحن ننظر لأن هذا شيء غيبي لا نشاهده ولكننا علمناه بخير الصادق المصدوق -عليه الصلاة والسلام- يأخذها الشيطان فيأكلها وإن بقيت أمامنا حسا لكنه يأكلها غيبا هذه من الأمور الغيبية التي يجب أن نصدق بها ولكن رسول الله -صلّ الله عليه وسلم- دلنا على الخير فقال:

فيأخذها وليمط ما بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان...".[٦]

المـــراجــــــع:
(١) - [ متــفــــق علــــيـــــــه ].
(٢) - [ أخــرجــــه مســــــلـم ].
(٣) - [ أخــرجــــه مســــــلـم ].
(٤) - [ أخــرجــــه مســــــلـم ].
(٥) - [ شرح رياض الصالحين ].
(٦) - [ شرح رياض الصالحين ].