عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-22, 06:09 PM   #412
أنثى استثنائية

الصورة الرمزية أنثى استثنائية

آخر زيارة »  05-23-24 (10:56 PM)
المكان »  مولودة بين وردةٍ ولحن
الهوايه »  منذ الصغر لآ التفت خلفي آبدا فما تجاوزته بقناعه لايربكني ضجيجه
أسامح لأرتاح
أعاني لابتسم
اصمت لأَنِّي لااريد أجادل
أتجاهل. لان لا شي يستحق
اصبر لان ثقتي بالله ليس لها حدود
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



إذا كانَ شيءٌ يُشعرُني بالهيبةِ ونوعٍ من الاصطفاءِ الإلهيِّ
في كوني أنثى فهو الأمومة والأنوثةُ
ككينونة كلُّها جمالياتٌ من جميع نواحيها.


عندما أسمعُ خبرَ حملِ إحدى صديقاتي فإنها تكتسبُ في نظري مهابةً وجلالًا
وأتخيلُ مع نفسي أيَّ عظمةٍ هي أن تتحوَّل فلانة التي أعرفُها إلى أمٍّ ببطء
بمعنًى آخر: أن تُصبحَ فجأةً موضوعًا لمُعجزة!


إن فرحةَ الأمومة ليست فقط في كونِها إشباعًا لغريزةٍ
أو إرضاءً لولعٍ أو تكثيفًا للشعورِ بالوجود
وإنما تكمنُ العظمةُ -في رأيي- في تأملِ الأمرِ مرحلةً بمرحلة..


أن تحملَ أنثى بذرةَ طفلٍ يعني أن تكونَ من الآن وصاعدًا -جسدًا وقلبًا وروحًا-
محلَّ نشوءِ معجزةٍ لا تتوقفُ عن النمو والتصاعدِ على مقياس الإدهاش
بدءًا من لحظةِ العلمِ بوجودِ شيءٍ في هذا الجسدِ الضعيف

بدأ بقدرةِ الله منذ أسابيعَ رحلةَ التشكُّل
وعلمِها مع كلِّ دوارٍ أو فقدانِ شهيةٍ أو كدرِ مزاجٍ
أنَّ هذا الصغيرَ هناك يتمسكُ بوجودِه
فتحتسبَ التعبَ درجاتٍ عندَ اللهِ وترجو للصغيرِ التمام.


مرورًا بالحركةِ الأولى في بطنِها فظهورِه على شاشةِ جهاز التصوير وسماع نبضِه
لقد أتاحت لنا التكنولوچيا متابعةَ المعجزةِ عن قربٍ أكثر
ثم لحظة الولادة الحدثِ المهولِ المعجزةِ في حدِّ ذاتِه
انفصالِ نفسٍ من نفسٍ وخروجِ روحٍ من روحٍ

كما تقولُ أمي تحولِ هذا الصغيرِ من كتلةٍ في الجسمِ وفكرةٍ في القلبِ
إلى كائنٍ ملء العين، أيُّ لحظةٍ سحريةٍ وحدثٍ مُعجز!


ثم التعاملِ معه الآن كمشروعِ إنسانٍ تتعهدُه بالرعايةِ والحكايةِ والتربية
فتكونُ خطوتُه الأولى سببَ احتفال وكلمتُه الأولى مدعاةً للفرح
وكلُّ فعلٍ يرتقي به درجةً على مقياسِ الإنسانيةِ البليغةِ شيئًا من الإنجازِ والإعجاز
حتى يستوي رجلًا أو امرأةً له/ـا فكرٌ ورأيٌ وموقفٌ وشعور عاملًا مؤثرًا في عالمِه
وطرفًا اكبرَ من الصفرِ في مسألةِ الحياة.


ليس على النساءِ فقط أن يشكرن اللهَ الذي اصطفاهنَّ وهيَّأهنّ
لاحتضانِ هذه المعجزة

وإنما عليهن أيضًا استثمار هذه الإمكانية المدهشةَ -إمكانيةَ الأمومة-
في إثراءِ وجودهنّ الدنيويَّ والأخرويّ
إن فيهنَّ خاصيةً كفيلةً بإسعادِهن دنيا وآخرةً لو أنهنَّ أحسنَّ التصرف بها وفيها

لا أريدُ أن أتخيلَ امرأةً تعاني مصاعبَ الحملِ والولادةِ والرعايةِ والتربية
ثم هي تغفلُ عن احتسابِ أصغرِ أعمالِها وأتعابِها في ذلك كلِّه مرضاةً لله

ولا أودُّ أن أتصورَ أمًّا حصلت في حياتِها مُعجزةُ الطفلِ ثم هي لم تُهيِّئ نفسَها
فكرًا وشعورًا ووقتًا كافيًا لجعلِ هذا الطفلِ إنسانًا ذا قيمةٍ وكيانٍ
فتُهرق بذلك هذه المعجزة.



"إنما نتزوجُ لتخرجَ من أصلابِنا ذريّةٌ تعبدُه"
على النساءِ أن يسعدن لأنهنَّ يشهدن تفاصيلَ تحققِ هذا الهدف
وتحولَه من أمنيةٍ في الخاطرِ إلى حقيقةٍ في الوجود.


 

رد مع اقتباس