من أكثر الأشياء ما يسبب الحزن رؤية طفل عاجز عن المشي ويضحك وكأنه ينسف كل الهموم والأحزان التي يعيشها الكبار
ويرى الأطفال تركض وتلعب أمامه وهو يزحف جالسا بعد ان تعدى مرحلة الحبو

كلما أراه اجده يقدم رسالة الهية عميقة المعنى ان لاشئ يستحق الحزن مادمنا نعيش تحت رعاية الله

الاطفال اصدق مشاعر على وجه الارض

ترى في عيونهم طاقة الحياة وعنوان الأمل وعفويتهم وتلقائيتهم تمسح عن القلوب الأحزان والهموم
كنت في فترة منةالزمن اعيش حزن عميق سبب لي اكتئاب لدرجة عدم الشعور بالاستمتاع باللحظات الجميلة مع الاخرين والسرحان وعدم التركيز على أحاديثهم وسواليفهم بسبب الغرقان في عالم الاكتئاب.. كنت طالبة متفوقة جدا ولكن مرت علي ظروف وأعراض تسببت في اختفاء طاقة الطموح والهمة للوصول الى الحلم الذي كنت اتمنى تحقيقه في ان يستمر مستوى تفوقي كغيري من الطالبات المتفوقات.. وهو اصابتي بالعين.. وهو مرض روحي.. ظهرت علي اعراضه.. ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم وقدر الله وماشاء فعل..

حصل هذا الوضع كنت في نهاية المرحلة الابتدائية..

دخلت المرحلة المتوسطة وانا اعاني من انطفاء وهج التفوق بالتدريج سبحان الله وصولا الى المرحلة الثانوية..

كنت اتنقل اكثر من مدرسة الى ان وصلت ثالث ثانوي الفصل الاولى دون في شهادتي مقبول.. وانا اغرق في الاكتئاب..

كيف لطالبة متفوقه ان تاخذ شهادة مدون عليها مقبول..؟!

ماذا حصل؟! ماذا جرى؟!

كنت وقتها اذهب لمدرسات خصوصية ولكن اما ان لاأحضر الاختبار او تكون درجاتي، متدنية جدا

واعاني من شرود الذهن.. والسرحان.. سجلتني والدتي الله يشفيها ويقومها بالسلامة.. وقتها كانت والدتي طيبة واحسن بكثير من الان.. والحمدلله على كل حال..

سجلتني في مدرسة اهلية لعل وعسى يرتفع مستواي واتمكن من الدخول للجامعة.. وبالفعل..

جبت درجات افضل كممتاز للفصل الدراسي الثاني ولكن كمجموع للفصلين جيد جدا..

كانت مدرستي الأهلية بمثابة شعاع أمل انقذني بفضل الله ثم بفضل والدتي.. التي لم تدخر جهدا في محاولة اشعال مانطفأ في داخلي.. كانت تأخذني لقراء وشيوخ حتى تزول اعراض الانطفاء

الذي كان يشكل تحديا كبيرا قاومت به هزيمتي في مستوى دراستي.. الذي سبب لي احباطا كبيرا..

دخلت الجامعة بتخصص اقل من مستوى طموحي..

ومازالت تظهر علي اعراض السرحان وضعف التركيز مع محاولاتي اظهار اجمل ماعندي بالابتسامة والامل والاناقة والشياكة
كان جزء مني مقبل على الحياة امام الطالبات والمعلمات وامام اهلي وعندما اكون لوحدي اغرق في حزني..

حاولت ان اجعل معدلي يرتفع حتى اغير تخصصي..

وللأسف لم يتحقق ذلك.. فأصابني احباط.. اضعف همتي..

واصبح ادرس بدون رغبة.. وحملت مواد.. كثيرة..

كان طموحي تخصص انجليزي او كيمياء..

ودرست اقتصاد منزلي.. خياطة ملابس و شؤون منزل.. عكس ماكنت اطمح له.. اخترت تخصص فرعي غذاء وتغذية.. حتى اشبع رغبتي في دراسة الكيمياء.. درست كيمياء عامة وعضوية وكيمياء وتحليل اغذية.. وعشت سنوات جميلة في الجامعة.. على الرغم من الحزن في داخلي الذي كنت اجاهد في عدم اظهاره..

واصبحت في السنتين الاخيرة اجتهد في تعديل مستواي.. والحمدلله نجحت ولكن تقدير مقبول..

وتوظفت بعد تخرجي في قطاع خاص سنوات قليلة ثم اغلقت المنشأة.. ومن يومها لم اتوظف.. لاحكومي ولاخاص..

على الرغم من محاولاتي العديدة... ولكن الرزق نصيب..



مرت السنوات مرضت أمي الله يشفيها ويقومها بالسلامة.. واصبحت اسرح مع الذكريات..



لأرى الحياة قصيرة وصغيرة.. ولاتستحق ان احزن عليها..

وهذا الطفل الذي لايمشي هو ابن اختي.. الذي اتمنى ان اراه قريبا يمشي.. لان كل احزاني.. تزول عند رؤيته.. فأنا اراه مثال للصبر

بابتسامته وضحكاته التي تملاء القلوب أمل وسعادة..
فهو الأمل الذي يجعلني أحب الحياة..

واطفالي ايضا هم نور حياتي..

الله يحفظهم ويسعدهم ويبارك فيهم.. وربي يحفظ عيال المسلمين اجمعين...



سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم
ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم