عرض مشاركة واحدة
قديم 03-14-22, 07:43 AM   #7
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:11 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



وصايا_الإبحار_في_رمضان

الوصية 7️⃣
احذر إعصار الهوى

هذه أخطر قاعدة وأعظم تحذير

هذا أخطر ما تلقاه في السير إلى الله، يدمر كل ما سبق: يدمر الهدف، والسفينة، والرفقة، ويحجب رؤية النجوم والعلامات…!

إنه حقا إعصار إنه ((الهوى))

قال تعالى: { أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا} [الفرقان:43]،

وقال عز وجل: { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّـهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّـهِ ۚأَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [الجاثية: 23].

وفي الأثر: “ليس تحت أديم السماء إله يعبد، شر من هوى متبع”.

ومن أخطر أنواع الهوى –والهوى أنواع- أن تعبد الله على مزاجك، ووفق رغبتك.

وا أسفاه على من قضى رمضان في تيه الإعصار ..

أن يكون هو المشرف .. هو الإمام .. هو القائد .. هو المنظم، ويمضي منه رمضان في شهوته القيادة والتصدر:

عبادات على الهوى، فتاوى على الهوى، أعمال دعوية وخدمية على الهوى .. ويقضي رمضان في عرض تقارير إنجازاته الخدمية والدعوية! خدمة لهواه!

وينسى أن أحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم لا ما وافق هواه.

يترك الاعتكاف لأسباب خدمية !!

وأحسن الهدي: الاعتكاف.

ويترك العمرة لأنه كداعية غير متفرغ لها !

وأحسن الهدي: العمرة في رمضان.

ويقضي رمضان في الصلة والزيارات والمبالغة في حق أهله والعيال!!

وأحسن الهدي: شد المئزر، وإيقاظ الأهل، ولإحياء الليل.

أيتها الداعية المخلص …

اختفاؤك في الليالي العشر من رمضان في حد ذاته دعوة، بل إنه دعوة أبلغ من خطبك ومحاضراتك؛ فكما قيل: “فعل الرجل في ألف رجل أبلغ من قول ألف رجل في رجل” إنها دعوة بالتأسي.

إن كل جهودك التي على الهوى مثلها كمثل الحمل الكاذب، وكما قلت لكم من قبل، فإن كل حمل يتم خارج رحم المنهج فهو حمل كاذب.. هذه قاعدة في السير إلى الله؛ فتضخم الأعمال على غير المنهج (الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة) يكون انتفاخا فارغا، لن يأتي بأبناء،

لن يوصل إلى رضا الله؛ نحن نريد أن نلملم أنفسنا، ونعبد ربنا بهدوء، بعيدا عن ضجيج الأهواء، نريد أن نغلق هذه الشباك (المنظرة)، ونغلق هذا الباب (التصدر) الذي يأتي لنا منه الهوى، لكي نستطيع عبادة ربنا بصدق.

قاعدة ثلاثية3️⃣ للنجاة من إعصار الهوى في عرض رمضان

في عرض البحر: الإخلاص أنفع … الدعاء أنجع … الافتقار أسرع.

1️⃣الإخلاص:

هو القصد بالعبادة إلى أن يعبد بها المعبود وحده، وقيل: تصفية السر والقول والعمل.

وقال سهل التستري رحمه الله: “انظر الأكياس في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا: أن تكون حركته وسكونه وسره وعلانيته لله وحده لا يمازجه شيء، لا نفس ولا هوى ولا دنيا”.

فمن علم شدة حاجته إلى صافي الحسنات غدا في القيامة غلب على قلبه حذر الرياء، وتصحيح الإخلاص بعلمه حتى يوافي ويوم القيامة بالخالص المقبول، إذا علم أنه لا يخلص إلا الله سبحانه إلا ما خلص منه، ولا يقبل يوم القيامة إلا ما كان خالصا لوجهه، لا تشوبه إرادة شيء بغيره.

قال ابن الجوزي رحمه الله: اعلم أن الطريق الموصلة إلى الحق سبحانه ليست مما يقطع بالأقدام إنما يقطع بالقلوب، والشهوات العاجلة قطاع الطريق والسبيل كالليل المدلهم، غير أن عين الموفق بصر فرس لأنه يرى في الظلمة كما يرى في الضوء، والصدق في الطلب منار أين وجد يدل على الجادة.

وإنما يتعثر من لم يخلص ..

وإنما يمتنع الإخلاص ممن لا يراد .. فلا حول ولا قوة إلا بالله ..

قال مالك بن دينار رحمه الله: “وقولوا لمن لم يكن صادقا لا يتعنى”.

وليعلم المرائي أن الذي يقصده يفوته وهو التفات القلوب إليه، فإنه متى لم يخلص حرم محبة القلوب ولم يلتفت إليه أحد، والمخلص محبوب، فلو علم المرائي أن قلوب الذين يرائيهم بيد من يعصيه لما فعل.

إن المشركين الذين هم مشركون ، في عرض البحر لا يسألون إلا الله: قال الله تعالى: { فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت: 65].

ولإنك ان اعتبرت فعلا أنك في عرض البحر .. فإن كل شيء سيهون عندك إلا الله الذي بيده ملكوت كل شيء، وهو يجير ولا يجار عليه.

أخلص نيتك تطهر عبادتك من أدران الهوى، وتحبب إليك الخلوة والخمول، وتعل همتك في الذكر وعبادات السر.

2️⃣-الدعاء:

اقرأ نفس الآية: { فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}، ألست قد ركبت وأبحرت؟ فأين الدعاء؟

يا لعجز من حاجته بيد الله ولا يطلبها منه! كيف يشق على إنسان أن يقول: يا رب !؟ اللهم إنا نسألك من فضلك ورحمتك وبركتك ورزقك؟

قال صلى الله عليه وسلم: “ أعجز الناس من عجز عن الدعاء” [أخرجه ابن حبان وحسنه الألباني]


 

رد مع اقتباس