"
الطلاق في مفهومه يعني فك قيود الشراكة الأسرية
وهذا يعني أن ثمة مراحل من التفكك قبل الضربة القاصمة
وما النت إلا القشة
المشكلة تتمحور حول التعامل مع هذه التقنية التي أصبحت واقعاً ملموسًا. ونصيبا مفروضا من حياتنا اليومية
مثله مثل وجود التلفاز سابقا الذي تعددت ألوانه وتنوعت طرقه ومع ذلك تطور الفهم والاستيعاب في كيفية استخدامه
ولكن وللأسف مازالت تقنية الجوال والنت بشكل عام عند البعض بلونين فقط أسود أو أبيض.
فصاحب النظرة السوداء يري الجريمة تنطلق من ملامسة الجوال والشروع في الاتصال دون أن يتأنى في أحكامه أو يتروى في حلمه ويحتضن المشكلة ويحتويها بعقل ناضج ونظرة بعيدة
والنظرة الأخرى بيضاوية اللون اقتطعت حياتها اجزاء بين شتى البرامج واستسقت مناهلها من موارد المشاهير وصبغت طباعها من شخصيات درامية وطموحات وردية وأعني شخصيات النظرة البيضاء
ومرد ذلك كله يعود للافتقار الثقافي وفراغ حصيلة الحياة من العلم الراسخ والنضج التعليمي مع سيطرة سوء الظن أحيانا على كل تصرف جديد وسلوك غريب وحدة تأويله للجانب المشين نظرا لخروجه عن المألوف ومخالفته للعادات والتقاليد
ولا يعني هذا سلامة النت وبرامجه عبر وسائلها المختلفة من دوافع الطلاق ونشوب الخلاف والافتراق بل هي المغذي والرافد ولكنه بتزامن وتضافر غياب الوعي وفقدان مهارات المواجهة والتصدي بأسلوب حكيم
لو قنن الاتصال بهذه التقنية بوقت محدود وساحة الوضوح لسار الأمر برقي واحترام
ولعل نضوب التقدير من الطرفين والجموح إلى آفاق طموحٍ وهمية واختلال موازين المجتمع ومعايير الحياة السعيدة في أنظار البعض انجرف به إلى مطاردة سراب الماديات والشكليات في مهامه الضياع والبعد عن جادة الطريق السوي فخوت النداءات دون المسامع ورضخت القناعات لألوان المطامع
متى ما استقام الفكر في سبيل التقوى سنكون أقوى
ولن تفكك أسرنا برامج تواصل ولا حياكة عدو
التعليم أولا والثقافة والادب وقبل ذلك كله إيمان راسخ بأنها الحياة الدنيا وأننا فيها أصحاب رسالة وما سوى ذلك ضرب من إضاعة الأوقات ومزيد من التخبط والشتات

...
اشكر لك هذا الطرح وحسن انتقائك
يعطيك العافية
تحيتي ��