عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-22, 10:59 AM   #9
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:43 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سفينة_رمضان

7) الرسالة السابعة *حقيقة الصوم*

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ .

أحبتي في الله ...

عليكم بالإخلاص للخلاص من الآفات والعيوب ، فعليكم بعبادة السر ، كصلاة حيث لا يراك أحد ، كما روي عن صهيب الرومي أن النبي ﷺ قال : ( صَلَاةُ الرَّجُلِ تَطَوُّعًا حَيْثُ لَا يَرَاهُ النَّاسُ تَعْدِلُ صَلَاتَهُ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ )
أخرجه أبو يعلى في " المسند " .

أو صدقة سر تطفئ غضب الرب . ونحو ذلك .

ففكر بماذا ستسبق اليوم ⁉️
تمحيص القلوب :::
‏ ‏ ‌‏
‏عبادة السر من المثبتات عند المصائب والفتن، وحبل متين بين العبد و بين ربه قال النبيﷺ: من استطاع منكم أن يكون له خبيء من عمل صالح فليفعل .

كل عبادة لها *صورة* ولها *حقيقة*
*صورة الصوم *هى إمساك عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس .

أما *حقيقة الصوم* فهي تقديم مراد الله على مراد العبد بالترك ﻻ باﻹتيان فى السر والعلن .

يقول ابن القيم عن الصوم : " فهو لجام المتقين وجُنَّة المحاربين ورياضة اﻷبرار والمقربين "
جُنَّة وقاية فهو كالدرع بالنسبة للمحارب ،

عندما يذنب أحدا ذنبا ثم يتوب ويجتهد فى الطاعات ليخرج من جاذبية الذنب ،
ومن بينها الصيام ، فيجد أنه بعد رمضان عاد للذنب مرة أخرى.

فإن الصائم لا يفعل شيئاً وإنما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجل معبوده، فهو ترك محبوبات النفس وتلذذاتها [إيثاراً لمحبة الله ومرضاته] ،

وهو سر بين العبد وبين ربه، لا يطلع عليه سواه، والعباد قد يطلعون منه على ترك المفطرات الظاهرة.
وأما كونه ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل معبوده فهو أمر لا يطلع عليه بشر، وذلك [حقيقة الصيام]. "

أي أن *[حقيقة الصيام]* اﻹخلاص

يقول : " فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها, ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات, فهو من أكبر العون على التقوى كما
قال تعالى :
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾*

*والصوم درجات*

يقول اﻹمام الغزالى :
" اعلم أن الصوم ثلاث درجات *صوم العموم ، وصوم الخصوص ، وصوم خصوص الخصوص* "

فانظر فى أي درجة أنت وإلى أي درجة تود الوصول

*صوم العموم * " كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة "
وكلنا نتفق على ذلك فى صيامنا .

*صوم الخصوص * " كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن اﻵثام "

وقد يعتقد البعض أن هذا اﻻمر صعب وليس له حل ..
ولكن هناك حل
قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ َ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ "ِ *[وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْه]ِ وَمَا [يَزَالُ] عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ [بِالنَّوَافِلِ] حَتَّى أُحِبَّهُ (فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ) كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ "*
[البخاري عن أبي هريرة]

تقرب إلى الله بما افترضه عليك ،
اثبت واستمر على الطاعة ،
تقرب إلى الله بالنوافل .

*صوم خصوص الخصوص * " صوم القلب عن الصفات الدنية واﻷفكار الدنيوية وكفه عما سوى الله -عز وجل- بالكلية ،
ويحصل الفطر فى هذا الصوم بالفكر فى ما سوى الله -عز وجل- واليوم اﻵخر وبالفكر فى الدنيا إﻻ دنيا تراد للدين فإن ذلك من زاد اﻵخرة وليس للدنيا "

أدعوكم جميعا ونفسي من اﻵن وحتى نهاية رمضان أن نعزم على صوم خصوص الخصوص .

رمضان (30) يوما
بمثابة دورة تدريبية أن تقول لنفسك (ﻻ) وتمنعها من الحلال (الطعام والشراب) حتى تقدر بعد رمضان أن تقول لها (ﻻ) وتمنعها من الحرام ..

فإن أنت استطعت أن تمسك نفسك 30 يوما عن الطعام والشراب الضرورى لحياتك
فكيف ﻻ تستطيع إمساك نفسك عن الذنوب واﻵثام طوال العام وهى غير ضرورية فى حياتك
إذن هذا كسل وليس عدم قدرة
فأنت نجحت بالفعل
ولذلك [أنت تقدر] ولكن ‼️

*اعزم* *واستعن بالله* *والزم الدعاء* .

اللهم وفقنا توفيق الصالحين وأولياءك المقربين

يتبـــع غدآ ان شاء الله..


 

رد مع اقتباس