عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-22, 09:08 AM   #614
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  يوم أمس (03:11 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



ثوبُ أُمي،
مليء بالفراشات،
كُلما دلفت إلى الحديقة،
طارت واحِدة إثر أُخرى.
جدائل أُمي،
ملأى بِخيوط بيضاء،
متى فردتها،
غمرَ النور بيتنا،
حتى في الليالي الحالكة.
شالُ أُمي،
حالك السواد،
لكنه،
كُلما اعتلت مصّلاتها،
ضجَّ بِزقزقات النجوم.
في سبحة أُمي،
مئة حبة وحبة،
من بذور البطم الخضراء،
كُلما أجالت فيها أناملها،
صارت حبة كرزٍ،
من كرز الجنة.
خُفُّ أُمي،
حيك من رُقع قديمة،
لكنه حين تدسُّ فيه أقدامها،
يغدو قطعة من حرير.
تشتري أُمي،
نورًا لبيتها،
ونورًا لبيتِ فقير،
ترفع كفيها المُباركتين،
وتقول:
"إلهي،
أضئ بِنورك،
دروبنا الوعرة".
أُمي،
تشتري ثوبًا مُقدسًا،
فتُرتلها الملائكة،
على أنها آية.
أُمي،
قبل أن تشبع،
ترفع يدها عن الصحن، وتقول:
"هذه حصة العصافير"
وتتضرع إلى السماء:
"إلهي،
إملئ بطون المحتاجين،
بالخبز الدهين".
لكن،
ذات يوم،
صفّق الديك جناحيه،
"الصلاة خيرًا من نوم"
وغادر الفجر مضجعه،
لكنني لم أسمع،
كما كُل صباح،
دبيبُ قدميها،
لم أسمع،
كما كُل صباح،
خرير ماء وضوئها،
لم أسمع،
كما كُل صباح،
طقطقة حبّات سُبحتها،
لم أرها،
جالسةً فوق مصلّاتها،
لم أرها،
ترفعُ يدها،
كما الراية،
بالدُعاء،
لم أرها،
تنفخُ بِفمها،
لتنفُض عني،
التُراب،
لا،
أُمي راقدة،
راقدةٌ أُمي،
رِقاد الأبدية.


 

رد مع اقتباس