الموضوع: حكـايا ◦● 🦋
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-22, 10:50 PM   #18
مولانا

الصورة الرمزية مولانا
𝐌ỚђᾂммĚĐ

آخر زيارة »  اليوم (05:33 PM)
المكان »  حافة الأشياء
الهوايه »  القراءة، المشي، التأمل، البكاء «أحيانًا»

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



عودَتْني الليالي أن أستأنسَ بكَ حاضرًا، أو برسالاتي لك غائبًا، فأنت حاضرٌ في الحالين.
على قدر حاجتك لي، أنا محتاجٌ إليك.. فمَن ذا الذي يَسمع الحروفَ المركومةَ فيَّ إن لم تفعل؟!
قال الطبيب: يموتُ المرءُ بالهَمّ كما يموت بالسُّمّ.
لكنَّ الناس.. يا ويحَ الناس!
لكن الناس يُسارعون بالمَسموم إلى الأطبَّة، ويتركون المَهمومَ في زاويةِ الإهمال يموت يومًا فيومًا!
مَن ذا الذي يُبالي بهمومِ مهموم!
منذ أيام، كتبت فتاةٌ تَجُرُّ أعطافَ شبابها النَّضِر: سأموت مختنقةً بالكلام الذي ينبغي أن أقولَه ولكني أكتمُه!
ماتت! نعم.. حقًّا ماتت! بعدها بيوم أو يومين!
هل تصدق؟!
قَتَلَتْها الكلماتُ المكتومةُ والآذانُ الصَّمَّاءُ عنها.
أما كان لها -بعد أن كتَبَت ما كَتَبَت- أذنٌ واحدةٌ تُنصت لكلماتها، نفسٌ واحدةٌ تتخفف بين يديها، روحٌ واحدةٌ -يا ناس- تواسيها وتجذبُ مِن فيها سلاسلَ كلماتِها المغلولة!
لكن الناسَ ما فعلوا، وذلك الظن بهم!
تركوها، فماتت!
ثم أتوا بعدها يترحمون ويبكون!
ولكن.. قد فان أوانُ اللطم أيها اللاطمون!
هلَّا وقد كانت بين أيديكم وقد أَفصَحَت عن عِلَّتِها أمامَكم؟!

آسفٌ.. شَدَّني الكلامُ فاستطردتُ، لكني ما ذهبتُ بعيدًا، فهو صُلب رسالتي إليك..
لا يَحتاجُ المرءُ منا في دنياه جميعًا ليعيش مطمئنًا إلا واحدًا!
نعم.. هو واحدٌ فقط!
أَلِيَستندَ عليه؟!
لا، بل -فقط- يسمعه!
وقد مَنَّ اللهُ عليَّ بك، لولا حروفي المنثورةُ بين يديك، لَقتلتني الأحزانُ المخزونةُ في أركانِ نفسي، ولو بلا سبب إلا أني في الحياة الدنيا!
دامت لي أُذُنَيك، أفترشهما مِهادًا لهَدأةِ نفسي في سعيرِ الأيام.
لكنك لم تعطِني فقط أُذُنَيك، بل مَنَنتَ عليَّ بِوُدِّكَ الضافي وحبِّكَ الصافي وقلبك الذي وَسِعَني بأشتاتي وعَثَراتي.
فسلامٌ على روحك التي خَلَقها ربي فعَدَّلها وسَوَّاها وزكَّاها.

#رسائلُ_رُوحٍ_مطويَّة
محمد احمد


 

رد مع اقتباس