(( امتنان ))
السلام عليكِ
تحية طيبة و بعد يا ابنة العم
عمر هذا الحديث المختمر في قربة الصمت أعواماً طويلة يا " منى "
و لا مبرر لحبسه كل هذي الأعوام دون أن أفصح لكِ عنه يا رفيقة الطفولة
تعالي
فلنتخذ قراراً مجنوناً في اللحظة التي تصلك فيها رسالتي اليتيمة
لنترك هذا العالم
و نقطع تذكرتي سفر إلى حيث نواصل ما بدأتِهِ أنتِ قبل سبعة أعوام
حين حطمتِ جدار الخوف بداخلي
و حللت عقدة السكوت
و بعثرتِ التقاليد و العادات و انتقينا منها ما يجعلنا أكثر من مجرد فتاتين ترمقنا العائلة باستغراب
و تمطّ النساء شفاههنّ امتعاضاً من أفكارنا المُستغربة ؟!
هلا جئتِ يا منى ؟
لديّ في قلبي لكِ حُجرة نبتَ فيها زهر الامتنان مذ حللتِ عقدة لساني
و بدّلتِ سنة القوم في الكتمان و دفن الحزن المتناسل دون أن يحصده الدمع و لا يجزّه سيف اللسان
حين صرخت : أنا حزينة أيها الشعب الساكت و قلبي مكلوم أيتها القلوب المتحجرة !
ثم تركت منصة الخوف و على الوجوه آثاري الوخيمة
و هرعت إليكِ أبكي !
بعدها يا " منى " ما بكيت إلا اشتياقاً
و زالت من الصدر لوعتي .
فشكرا لنفسكِ يا ابنة العم
حين وصلتِ الرحم و أجريت الدم في العروق اليابسة
أنتظر جوابكِ .. لأسافر إليك ..
المُحبة لكِ : Eve
*************
(( مساندة ))
السلام عليكَ أيها الغريب
من أرضٍ لم تعرف خطاك
إليكَ و أنت في أرض لم تألف رائحة جسمكَ المتعب
معذرة أن كنتُ كما الظل لكَ في رحلتك التي قلبَت موازين الفكر و العاطفة
و اتضحت بها معالم روحك المرهقة من سعي السراب خلفكَ
حين ارتديت الحزن معطفاً و زججتَ نفسكَ على متن قارب مثقوب
و الأمل يلاحقك فينقذكَ ساعة و يغرقك لوهلة
هي أيام و انقضت و حزنك لم ينقضي
و كأن في صدرك قربة شعور مشروخة يتسرب منها وجعك
فلم تُبدِ مقاومة و لم تهرع إلى سد الشرخ بأكثر من صمت عميق جداً
جعل الاقتراب منكَ مهلكة لكل رغبة مجنونة
هوّن عليكَ يا أيها الصقر الحائم بلا مستقر
و ما دمنا بعين الله سيجبر الكسر و يصبح حزنكَ القديم مجرد ندبة
لن يلهبها إلا الحلم المستحيل .
لن يكف قلبي عن الدعاء
حتى تنتهي غربتكَ .
من المرأة التي تحيا في ظلالك : EVE
******************
(( أماني الوداع ))
السلام عليكم
من بقايا امرأة متخمة
إلى رجل لم يعرف حتى نفسه
تحية لا مزاج فيها لا من قبل و لا من بعد
أما بعد
ألا و إنك تجلس القرفصاء كمن ينتظر قافلة المعونات على كرسي أرجله محشوة بالذهب
فيصل به الغباء و الجهل إلى أن يمضي خلف خرافة الاكتفاء بالفتات على سبيل الزهد و القناعة
و الذي يلتقطه من سيارة العابرين على طريق حياته الضيقة بلا أفق و لا مدى
أملاً بامتلاك حفنة كراسي أخرى يحشوها بالذهب و لا يسمح للمرهقين حوله أن يستريحوا عليها
و لو لالتقاط أنفاس قلوبهم المتعبة
فلا تعجب أيها المكتنز بحب الدولار إذا وجدتَ نفسك وحيداً و أنت تقيم أفراحك و حين تحاصرك أتراحك
جِد لنفسك قوماً تستأجرهم ليشاركونكَ أوقاتك العصيبة و السعيدة و يبيعونكَ الضحك و البكاء المعلّب في أكياس مثقوبة
و سوف تدرك بعد فوات الوقت أنك دفعت كراسيك ثمناً
و أنك في النهاية افترشت التراب الذي سبقناك إليه عن طيب خاطر
ستجدنا هناك نكتب على التراب بسعف النخيل وصايانا
و ستجد حصتكَ مذكورة بلا نقصان
كوب ماء و قرص دواء لتسكن وجع ساقيك المتعبتين التي ركضَت خلف المال و ما نلت إلا السراب .
لن نلتقي
إلا اضطراراً ، إلى اللقاء في يوم لا أحد ينتظره !