الموضوع: ذِكْرَى
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-21-23, 10:21 PM   #4
الجادل 2018

الصورة الرمزية الجادل 2018

آخر زيارة »  05-30-24 (10:41 PM)
المكان »  ♥🇶🇦♥ بنت قطر ♥🇶🇦♥
الهوايه »  تأسرني معاني أسامرها تحت ضي القمر
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



يقول امرؤ القيس
:
وليل كموج البحر أرخى سدوله
عليّ بأنوع الهموم ليبتلي

//
نجد
هُنا
ليل الشاعر كليل امرؤ القيس
ليل الذكرى
ليل الهموم وتقليب المواجع
مُبتلى بذكرى قد ملئته معاناة

حتى بات
الخوف يسكنه
من الفراق والبعاد

//

هو بالفعل يقاسيه
فلماذا الخوف
؟؟؟
العاشق عنده أمل أن يعود لسابق عهده
أن يستعيد ذكراه
وإن كانت مستحيلة
يهوجس
يسكنه الخوف
فالفراق
هو الشيء الوحيد الذي لا يقواه

//
وهنا
عبارة سرت
"يُفضح العاشق وقت الرحيل"
صحيح

الفراق
يجعل زمن العاشق يتوقف
يعيده
إلى الماضي

يحل الفراق

فيحزم العاشق حقائبه
ليرحل
من حاضره
إلى الماضي
يستغرق به حتى يغرق بذكراه
ولا يرغب بإنتشال ذاته من عذابات ذاك الفراق
//
هذا الليل
شهد نوم من حوله
فلناس تمارس دور الحياة الطبيعي
حيث
الليل
"الليل لباسا"

لكن
هناك مُستثنى
من النيام

من يقاسي
من يعاني
من يحس بمرارة الفقد

هاهو
النوم فر من مقلتيه
التي تشهد
زيارة
من يفتقدم

أحبابه
"الخلان"
حتى
تلك المطوقة
حمامة الورقا
ناحت من نوحه
الله

عندما تُسقط المشاعر
على كل ما حول الشاعر
ليجعله يشاركه الإحساس

وهو
واقع
من يعيش السعادة
يجد الدنيا والناس بها
كلهم فرحين
وأصوات الفرح
من حوله

حتى الألوان باذن بعينه
زاهية مشعة

//
عكس
من تلبسه الحزن

تسود الدنيا بعينيه
يرى
الحياة كلها داكنة
وكل شيء من حوله حزين
حتى
تلك الورقا يراها
تشاركه الإحساس

//
طالما
كان ربط الشعراء بين حمامة الورقا والفراق وألمه ومعاناته

نجد أبو فراس الحمداني يقول:
أقُولُ وَقَدْ نَاحَتْ بِقُرْبي حمامَة *** أيا جارتا هل تشعرين بحالي؟

معاذَ الهوى‍! ماذقتِ طارقة َ النوى*** وَلا خَطَرَتْ مِنكِ الهُمُومُ ببالِ

تَعَالَيْ تَرَيْ رُوحًا لَدَيّ ضَعِيفَة ً *** تَرَدّدُ في جِسْمٍ يُعَذّبُ بَالِ

أيَضْحَكُ مأسُورٌ، وَتَبكي طَلِيقَة ٌ*** ويسكتُ محزونٌ، ويندبُ سالِ؟

لقد كنتُ أولى منكِ بالدمعِ مقلة ً*** وَلَكِنّ دَمْعي في الحَوَادِثِ غَالِ!



ويقول الشاعر الشلبي:
رُبَّ وَرقاءَ هتوفٍ في الضُحى *** ذاتِ شَجوٍ صَدَحت في فَنَنِ

ذكرتْ إِلفًا ودهرًا صالحًا *** فبكت حُزنًا وهاجت حَزَني

فبكائي ربما أرَّقَها *** وبكاها ربما أرَّقَني
ولقد تشكو فما أفهمها *** ولقد أشكو فما تفهمني
غير أني بالجوى أعرفها *** وهي أيضًا بالجوى تعرفني



ويقول البارودي:
أَلا يَا حَمَامَ الأَيْكِ إِلْفُكَ حَاضِرٌ *** وَغُصْنُكَ مَيَّادٌ فَفِيمَ تَنُوحُ
غَدَوْتَ سَلِيمًا فِي نَعِيمٍ وَغِبْطَةٍ *** وَلكِنَّ قَلْبِي بِالْغَرَامِ جَرِيحُ
فَإِنْ كُنْتَ لِي عَوْنًا عَلَى الشَّوْقِ فَاسْتَعِرْ *** لِعَيْنَيْكَ دَمْعًا فَالْبُكَاءُ مُريحُ
وَإِلَّا فَدَعْنِي مِنْ هَدِيلِكَ وَانْصَرِفْ *** فَلَيْسَ سَواءً بَاذِلٌ وشَحِيحُ



كل تلك الأشعار تشير لذات معنى الشاعر في النوح والبكاء جراء الفقد

//


تلك الورقا الخاصة بالشاعر
إنما ناحت من صور استذكرها
ليبين لنا حالة الحزن العميقة التي يكابدها ويحياها
حتى
الورقا ناحت من صور تلك الذكرى

مبدع مبدع وبقوة

ونكمل

//


 

رد مع اقتباس