هناكَ رجل يجعلكِ تشعرين تجاه أسوأ ما فيكِ بطريقة جيدة
و كأن عيوبكِ ميزة و حسنة !



و هنالك آخر يجعلكِ تشعرين بالسوء حيال أفضل ما فيكِ


و لكن هناك رجل يفوق هذا و ذاك

يجعلكِ لا تشعرين بشيء

يقتل الإحساس المتدفق فيكِ



الأغرب من كل هؤلاء

أن تجتمع كل هذه القوى في رجل واحد


باستطاعته في لقاء واحد

أن يجعلكِ تختبرين كل هذه المشاعر

فلا تفهَمينَ في النهاية كُنهَكِ !

تضيع نفسكِ منكِ في أحد الشوارع التي كان يمرّ منها !


كان له بيت صغير بسيط متواضع

حلمتِ لأيام و ليالٍ لا تُعدّ أن تحولين هذا البناء المتهالك إلى قصر

كلما عادَ من هذه الحياة القاسية منهَكاً


ليجدكِ

يا أريكته

و سريره

و غطاءه

و لقمته

و غفوته

و شجرته المثمرة



هَجَرَ حلمكِ

و سكن في بيتٍ لم يشيده

أحد تلك البيوت التي لا تعرف ساكنيها

حتى لو ملئوها صخباً ضحكاً و بكاءً


حتى لو علّقوا صور ماضيهم المنقضي على جدرانها


شجرة الزمن الذي امتدت جذوره في ذاكرتهم


لن تعترف بهم البيوت


و لم أعد أحلم بتحويل ليل الغربة هذه إلى وطن


كل الأوراق تؤكد بأني لست أنا



لستُ أنا !!