يا الله
يا الأعظم، يا الأعلى، يا الأقدر
كم يعجزني أن أتجوّل في الجوهر
أن أقرأ سرّك فيها
وأنا في ضعفي أتعثّر
أنت أفضت، فكيف لفيضك أن
ألقى
أن أسمع ما عزفته القدرة من
أبهى آياتك
إذ ألقتني كفّاها أتدثّر
بدعاء المنتظرين على عتبتها
تسعة أشهر
وأشارت: أن أهبط في
ملكوت الخلاق
واغسلني من درنِ الأيام، وأحزان
العشاق
هي من أسكنتَ بهاءك في
رحمتها
من قبل دبيبي فوق بساط العمرِ
ومن أطلقت عصافير الأقداس على
شجرتها
هي من أوقفتَ رجائي في ظل
ضراعتها
وأنا أسّاقط من أغصاني فوق
رماد البدء
تزهرُ أعضائي، أتخضّر
هي أمّي
هي كونك حين يرقُّ، وحين يشقُّ
ظلام الرحلة نورُه
هي خفق الشعراء، قصيدُ الرّحمة،
ونشيد الإنشاد
هي وهج الموسيقا، شجرُ الحكمة
أرض الأحلام
وآنيتي، ومداري
كم أنت رحيم يا رباه
إذ علمت الكون الإصغاء لوقع
دعاها
يا من وضّأني بضياها
يامن أسكنني فيها وأسكنها فيّ
هي أرأف بي من نفسي
فاجعلني تُرابَ القدمينِ ارفعني
أطعمني الرحمةَ أشبِعني
واجعلني الملجأَ والمأوى
لا تُبحِرْ رُبَّانَ الشعرْ
معناها بحرٌ ما أعمقْ
لا أقدرَ من أمٍّ عزفا
لا أعطف منها
لا أشفق
هي كوثرُ عطفٍ يدَّفّقْ
هي قبسٌ من نور الله
لا يُدرك جوهره إلاّه

اللهم ارحم أمّي وأمهات المؤمنين والمؤمنات