الموضوع: ذات وَجِد.
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-23, 10:39 PM   #1
بنت أبها

الصورة الرمزية بنت أبها

آخر زيارة »  05-22-24 (12:27 AM)
المكان »  في ودائع الله

 الأوسمة و جوائز

افتراضي ذات وَجِد.



عِنْدمَا أَركَن لِلصَّمْتِ أَتَلاشَى ،

عِنْدمَا أَترُك الكتابة تَطلُبني رُوحي لِخلْوة كِتابِيَّة ..
وَبحَّة حَرْف تَقتُلني أَجنِحتي .!

عِنْدمَا لََا أُحلِّق بِكتابة الحرف تَنطَفىَ روحٌ العَبير ..

حُرُوف وأسْطر تَسُد رمق وَزَوبعَة الفقْد فِي رُوحيِّ ..

تقصعني الحيَاة فألْقم رُوحي فُتَات الاسْتلْذاذ ..

فراغَات الرُّوح تَغُوص فِي مُحيطٍ بِلَا قَعْر.!

أعيش فِي تَحلِيق عَكسِي بَيْن الحيوات .!

مَشاهِد يَومِية تَترَى ،

تُريني ذاك اَلبعِيد

يَسكُن القلْب أَفوَاه صَمَّاء

كُلَّ يَوْم أَرتَشف القهْوة وَأضَع عليْهَا نُقطَة !

شِرْيَان الوصْل بيْننَا نَابِض لَكِن !

طَيفه يَبتَسِم لِلْجهة اَلأُخرى مِن الواقع

تَستوْحِش الرُّوح مِن بُعْدِه
لََا تَعُود لِي رُوحي إِلَّا بِساعة زمن اُسْتقْطعهَا مِن أجْزائه المتناثرة
وأجْزائي المسْتنْزفة

لََا أُعيره جُزْء مِن التَّفْكير أُعيره كُلَّ التَّفْكير !

لََا أُبَالِي بِرَغم مَا بِي أُبهْرِج الحيَاة بِمساحيق حبرِية

على حَافَّة الحرف

ثُمَّ أَتأَمل صُورتي فِي عَيْن ذاك اَلبعِيد


أَدخَل هذَا العالم لِأَرى وُجُوه مِتْناسْخة ؛ أَتَعامَى بِرَغم وُضُوح الرُّؤْية !

أرْهقتْني أَخيِلتي

حَتَّى داخلتْ أَصابِعي بَيْن خِضمِّ اَلحُروف

ذات حَاسَّة مُرهَفَة
تَستَشِف رَتْم النَّبْض
لِتحيل المسَاء إِلى رُوتين مُمِل إِلَّا بِه


أَيْن أَنْت يَا نَبضِي ؟

أَيْن تَسكُن ؟
أَيْن تَأوِي ؟

أَظُن أَنَّك أَنْت المنْكسر على سَارِية المواقيتِ اللَّاهثة .!

لَمَا تُكيلنيِّ الفقْد ؟

وأيْضًا يَا نَبضِي تكيلَني اَلحُب لَكِن بِكوْمة أَحجَار .!

رُوحي تَملِك لَك حَفنَة أَحرُف عَارِية وقنينة عِطْر خَاوِية

ومسافات شَاسِعة
تَتَكدَّس اَلروِي العابقة بِأنْفاسنَا أنَا وأنْتَ !

فتتعمْلق العاطفة بِرفْق شديد أَرجُوك لَاتشِي بِسرِّنَا لِلسَّمَاء ..

طَيفك يُلاحقني بِنظرَات سَادِرة

نسير لَكِن بِنصْف إِدرَاك بِلَا خُطوات

وبكامل التَّوْق
ونتنَهَّد التَّوَجُّس
نُغيِّر اَلوُجهة كُلَّ مَرَّة
فَأعُود أدْراجي نُقطَة وحرْف وسطْر لَاتكْف
مِن البلْبلة فِي رَأسِي عَابِثة هِواية الحرف تَجرِي فِي دَمِي كمَاك أَنْت .!


وأنْتَ ؟


سَأخبِرك مِن أَنْت

أَنْت رُوح يَطرُقها الشَّوْق فِي مساءَات السُّهْد

فتخْلع ذاكرَتك لِتعيش أديم حِقْبَة زَمَنيَّة رَابِضة فِي قَلبِك ..

تَبلوَر اَلحنِين فِي حَرْف غزير الانْهمال سَائِغ اَلروِي

فترْتَوي مِنهَا لِأنَّ قَلبَك خَشبِي عَصِي التَّشْكيل

لَايفْهم التَّوْق
مُتَوعك الرُّوح
يَرجُو نعيم الوسادة
كيَّ لَايْصتدم بِالْواقع
يُمَارِس اللَّاجدْوى
لََا يَقوَى المواجهة
ثَغرَك يَحمِل اَلهُروب
تَتَكبَّد عَنَاء اَلهُروب وَحدَك
ولَا تُعَانِي مَشقَّة التَّسَلُّق والرَّكْض
تَنَام على رصيف المواعيد
تَتَوسَّد العتَمة بِهمَّة عَالِية
تَصِل إِلى قِمم رَابِية
فَتَصافَح الغيْم
تَمتَلِك اللَّحْظة فقط
والْبقيَّة تُرْسِله إِلى أَرشِيف الذَّاكرة
أُطيل النَّظر إِلَيك والْمكوث بيْنمَا لََا أمل .!

وأنْتَ تُقلّك بُوصَلَة الحيَاة ذات وَجِد.



وليدةُ الآن

11/مايو
2023


 


رد مع اقتباس