عرض مشاركة واحدة
قديم 06-18-23, 07:03 AM   #1408
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (09:04 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



فضل عشر ذي الحجة (1)

الله الحكيم الكريم الرب الرحيم
علم ضعفك؛ فرغبك وحدد لك: أياما معلومات، قليلة في العدد، عظيمة في الأثر !
وهبها لك؛ فاستح من رد هبته،
لاتجعلها كبقية الأيام، فما جعلها الله كبقية الأيام !
اجعلها أياما مميزة في قلبك، مميزة في حياتك،
إن مجرد تعظيمها قربة إلى الله، ولو قضيت الوقت الأكبر منها في حبس نفسك على تعظيمها لكان في ذلك خيرا كثيرا.
كلنا مسافرون، ومحطتنا الأخيرة عند رب العالمين، ومثل هذه المواسم تختصر الكثير الكثير من وعورة الطريق؛ فبادر وتلق هبات الله بالشوق والترحيب والتعظيم؛ فهي أهل للتعظيم
كيف لا وقد أقسم بها العظيم بترك التعريف ؛ فقال عز من قائل: {والفجر}• {وليال عشر}؛ تعظيما لها، وتنبيها منه لعباده على شرفها وفضلها
وأخبرنا رسوله الكريم أن العمل الصالح فيها أحب إليه من كل الأعمال؛ فقال صلى الله عليه وسلم:
"مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ اْلأيَّامِ الْعَشْرِ"
وانظر إلى كلمة (أحب): كل أحد يتطلَّع لمعرفة مايحب محبوبه؛ أفلست تشتاق لمعرفة محاب الله ومبادرة لقياها ؟!
ها هو من تحب قد شرفك وأخبرك بما يحب -وكفى بهذا الإخبار (كرما) منه سبحانه- أفستُعرض عن إكرامه بعد هذا ؟!

( 2 )فضل عشر ذي الحجة

قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلمِ :
" *مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْر*ِ"
فَقَالُوا
: يَا رَسُولَ اللَّهِ،وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
" وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ, إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْء".

وفي رواية عند الطبراني في الكبير:
" مَا مِنْ أَيَّامٍ يُتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ فِيهَا بِعَمَلٍ أَفْضَلَ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْر*".

وفي رواية عند الدارمي:
"مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلاَ أَعْظَمَ أَجْراً مِنْ خَيْرٍ تَعْمَلُهُ فِي عَشْرِ الأَضْحَى"
وأخرج الطيالسي عن عبد الله بن عمرو قال:
حضرت رسول الله وذكر عنده أيام الْعَشْرِ فقال:
"مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْعَمَلُ فِيهِ مِنْ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ".

لك بعض ما أشار إليه حبيبنا المصطفى من فضيلة هذه الأيام,
ولما كان الصحابة قد استقر عندهم أن الجهاد ذروة سنام الإسلام وأعظم الأعمال, فقد سألوا النبي عن العمل الصالح في هذه الأيام
هل يسبق في الأجر والدرجة تلك الفريضة الكريمة السامية؟
فبين النبي أن الجهاد لا يسبق العمل الصالح في هذه الأيام إلا في حالة واحدة,
- وهي أن يخرج المجاهد مخاطراً بماله ونفسه فينال الشهادة ويفقد المال ولا يرجع بشيء,

وأخرج ابن حبان عن جابر قال:
قال رسول الله :
" مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ مِنْ أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ"
, قال: فقال رجل:
يا رسول الله، هُنَّ أَفْضَلُ أم عِدَّتُهِنَّ جِهَاداً فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قال:
" هُنَّ أَفْضَلُ مِنْ عِدَّتِهِنَّ جِهَاداً فِي سَبِيلِ اللهِ..."
الحديث
قال ابن رجب في فتح الباري: " هذا الحديث نص في أن العمل المفضول يصير فاضلا إذا وقع في زمان فاضل,

وفي أن العمل في عشر ذي الحجة أفضل من جميع الأعمال الفاضلة في غيره.
ولا يستثنى من ذلك سوى أفضل أنواع الجهاد, وهو أن يخرج الرجل بنفسه وماله, ثم لا يرجع منهما بشيء.
⚜وقد سئل صلى الله عليه وسلم : أي الجهاد أفضل ؟ قالَ:
*"مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ, وَأُهْرِيقَ دَمُهُ"*
وسمع رجلا يقول: اللَّهُمَّ اعطني أفضل ما تعطي عبادك الصالحين، فقالَ لهُ:
"إِذَنْ يُعْقَرُ جَوَادُكَ, وَتُسْتَشْهَدُ"
فهذا الجهاد بخصوصه يفضل على العمل في العشر,
وأما سائر أنواع الجهاد مع سائر الأعمال, فإن العمل في عشر ذي الحجة أفضل منها.
انتهى كلام ابن رجب.

ومن ثم اجتهد الموفقون في صالح الأعمال في هذه الأيام,
وكان سعيد بن جبير -راوي الحديث عن ابن عباس
- " إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَاداً شَدِيداً حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ"
[أخرجه الدارمي].
وكان يدعو إلى عدم إطفاء السرُج(المصباح), كناية عن طول القيام وكثرة الأعمال الصالحة في هذه الأيام المباركة.

مجالس الصالحين📚


 

رد مع اقتباس