عرض مشاركة واحدة
قديم 07-06-23, 08:14 AM   #1
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:34 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي نحنُ أثرياء بنعم الله



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تجربة جديده دفعت بعض الأثرياء
أن يغوصوا لسفينة التايتانيك .
الأجواء حماسية ومثيرة
وخاصةً بعد تغطية الرحلة بالفضائيات ،
ربع مليون دولار للراكب
( مبلغ يكفي لشراء شقة وسيارة
وتأمين تعليم أبناءك و تزويجهم مثلاً )
المهم
بدأت الغواصة بالنزول ،
الإثارة كبيرة ، وكلّ لحظة ثمينة ،
يتبادلون الدهشة
(انظر هنالك حبّار ،
شاهدوا من نافذتي قرش كبير ،
تعالوا هنا غابة مرجانية …)
وصلنا لـألف متر .
التقطوا صُوراً ، شربوا وغنّوا وضحكوا ،
وصلنا لألفي متر عمقاً .
فجأة ،
صوت مفزع لانفجار هزّ الغواصة ،
وارتطم البعض بالنوافذ
والبقية سقطوا على الأرض .
مرّت دقائق ، قاموا وتفقدوا بعضهم ،
فقدوا الإضاءة ولا يوجد اتصال مع الخارج ،
ماذا يفعلون ،
أحدهم طمأنهم ، والآخر تفقد الأجهزة ،
والثالث بدأ يتعرّق خوفاً، والرابع يدعو
والخامس شغل إنارة يدوية
وطلب منهم فتح إضاءة الموبايل ،
تعاونوا في تشغيل لوحة تحكم الغواصة
بلا جدوى.
مرّت دقائق كأنها أيام ،
انتبه الخائف لتعطل جهاز الأكسجين
وحذرهم ألا يتنفسوا بسرعة
حفاظاً على الهواء .
بعد دقائق كان القلق يزداد
والخوف يتسرب والأكسجين يقل ،
والصداع حادّ والجميع بدأو يدعو للنجاة
بغض النّظر عن معتقدهم .
احتضن الأبُ ابنهُ ، وانتظروا النجدة ،
ومعهم بصيصُ أملٍ
أنّ النهاية ستكون سعيدة كالأفلام ،
فحرصوا على البقاء مستيقظين أطول فترة .
أنا ملياردير لن أموت مختنقاً ،
أنا صاحب شركة الغواصات لن أموت غريقاً ،
أنا مدير شركات وهناك آلافٌ من الموظفين سيتحركون لإنقاذي ..
هكذا فكّروا ،
وربما تخيلوا لحظة خروجهم للسطح
وسط تغطية إعلامية دولية.
بات التنفّسُ صعباً ، الوقت يمضي بلا جديد ،
والخروج من الغواصة انتحار
فقد أحدهم أعصابه ، بكى كالطفل ،
قاموا باحتضانه ليهدأ
فالانفعال يضيع الاكسجين ،
صارت الغرفة مضغوطة ،
وكأنهم في علبة كبريت ،
يتنفسون من ثقب إبرة ،
كعطشانٍ يشربُ من ماء البحر ،
بدأت الحقيقة تتضح ،
لسنا في فيلم ،
ماذا سيحدث بالصفقة ،
هل سيقتسمون ثروتي ،
ماذا عن ممتلكاتي السرية ،
كم سيُسرُّ البعض لغرقي،
ماذا سيكتبون عنّا ازرّقت وجوهم ، سُعال ،
ارتمى الأولُ فاقداً للوعي،
هنا مَسّهم فزعٌ شديدٌ ، وشَحُب لونهم،
وبدأوا يستذكرون شريط حياتهم ،
والموت على بُعد عدة أنفاس صعبة.
الحكمــــه
لو سألناهم ماهي أحلامكم ماذا سيقولوا :
1- هواء نتنفسّه
2-العودة للبيت آمنين
3-الجلوس برفقة من نُحب
أرأيت وأنت تقرأ معي
كم أنّك محظوظٌ بنعمِ الله ،
أريدك قراءة هذا الحديث الشريف :
{مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ
مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ
فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا}
احمدوا الله واشكروه,
فنحنُ أثرياء بنعم الله،
لو سألتكم ما هي أقصى أحلامكم
( تفوق بامتحان ، وظيفة مرموقة ،
ارتباط بمن تحب ، بنين ، مال ،
ممتلكات ، شهرة ، منصب )
يبدو أنّ البعض حصل على غالبية ما سبق
لكنهُ حُرِم الشهيق والزفير
تعالَ نتنَفّس يا أخي بعُمقٍ
ونردد الحمد لله ....

مما قرات


 


رد مع اقتباس