الموضوع: رحله مع كتاب
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-10-23, 07:43 AM   #236
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (09:46 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



مراجعة كتاب جناية البخاري للمُدّعي زكريا أوزون
إنّ المؤرخ المزيّف مثل العملة المزوّرة قد تبدو حقيقية للوهلة الأولى، ولكن عند الفحص الدقيق يتم الكشف عن حقيقتها وأصالتها المُلفّقة.
في كتابه "جناية البخاري، إنقاذ الدين من إمام المحدثين" يرى زكريا أوزون أنّ الإمام البخاري وضع في صحيحه ما لايليق عدّه حديثاً عدا عن كونه حديثاً صحيحاً، ويُورد أمثلةً -ظنّها جهلاً- أنها متناقضة دون أن يكلف نفسه عناء البحث عن المعنى والتفسير والسياق التاريخي.

يعلل الكاتب اتهامه لصحيح البخاري بالتناقض ورود أحاديث متناقضة في ظاهرها؛ وعليه فإنّ الكاتب أوزون يرى أنّ البخاري الذي يتوخّى الدقة -كل الدقة- في إدراج الأحاديث النبوية كان ينبغي عليه ألا يوردها للتعارض الذي فيها، من مثل: رفض النبي للشّعر مرّةً وحضّه لحسان بن ثابت عليه مرّةً أخرى. وكذلك في الحجامة والنهي عن الكيّ وإقراره، وآية المنافق التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً، ثم أربعاً.. وأكثر ما يضحك ويدلّ على سطحية تفكير الكاتب زكريا أوزون قوله بأنّ النبي وصف عائشة رضي الله عنها بأنّ فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. يقول أوزون: "هذا لايمكن أن يكون حديثاً نبوياً لأنّ من الناس من لايحبّ الثريد"!!

انتهى كلامه. هل هناك فهمٌ أخرقٌ للحديث أكثر من هذا!!
عند البحث عن تاريخ الرجل وتخصّصه نجد أنه لاشيء، ويظهر أنّه لايروم إلا أن يتّهم الكبار الأفاضل بالجناية والنقيصة فألّف غير كتابه جناية البخاري كتابين آخرين هما: جناية الشافعي، وجناية سيبويه!! وقد أحسن الباحث مروان الكردي في كتابه "الجناية على البخاري" الذي ردّ فيه على زكريا أوزون وفصّل وفنّد دجله وتحامله الواضح على البخاري والحديث النبوي دون الركوز إلى علمٍ واضح ونهجٍ مؤصّل.
لايحتمل الكتاب مراجعةً أكثر مما سبق ومن أراد قراءته فليعد إلى كتاب "الجناية على البخاري" لمروان الكردي ليقرأ الرد المفحم في الحال ويرى كيف حاول الدّعي أوزون استغلال جهل بعض الناس بمنطلقات البحث الأكاديمي لتمرير فكره المسموم.
صدر الكتاب عن دار رياض الرّيّس للكتب والنشر عام 2004، ويقع في 165 صفحة من القطع المتوسط، وهو بالمجمل كتاب مثل البوصلة المكسورة لايقود قارئه إلا إلى الضلال.



 

رد مع اقتباس