عرض مشاركة واحدة
قديم 07-10-23, 08:16 AM   #1
سلمان الخالدي

الصورة الرمزية سلمان الخالدي

آخر زيارة »  يوم أمس (10:46 PM)
المكان »  محافظة الخرج
الهوايه »  الدعوه إلى الله

 الأوسمة و جوائز

افتراضي فنون التربيه من الام



يحكي الأصمعي أن قبيحة قالت لأمها :
‏يا أماه ، ما بال الناس يتفلون علي ؟
‏فقالت الأم : من حسنك يعوذونك من الحسد !

‏نحن نعيش في أزمنة التحطيم النفسي ، الذي يبدأ في البيت من الأم والأب والإخوان ،
‏ثم يدخل في المدرسة مع المعلمين والأقران ،
‏ثم يمتد إلى الأهل والأصدقاء ،

‏فمن زل أسقطوه ، ومن أخطأ رجموه ، ومن تعثر نفوه بألسنة حداد .

‏إنها طاقة يهدرها التحطيم النفسي ، وقدرات ينفيها الاستعمال السيء للعجينة اللينة ،
‏أيام الطفولة والصبا ...

‏إن الأم العاقلة من تحفظ نفس ابنها من التحطيم ،
‏وتقي عقل صغيرها من الهدم العظيم ..

‏وإليك هذين المثالين :
‏الأول :
‏كان محمد بن عبد الرحمن الأوقص ، كان عنقه داخلاً في بدنه ،
‏وكان منكباه خارجين ، فقالت له أمه :
‏" يا بني ، لن تكون في مجلس قوم إلا كنت المضحوك عليه المسخور منه ، فعليك بطلب العلم فإنه يرفعك " .
‏شخصت الأم المرض والعلاج ..
‏عمل محمد بنصيحة أمه ، واجتهد ، فولي قضاء مكة عشرين سنة ،
‏وكان الخصم إذا جلس بين يديه يرتعد حتى يقوم .

‏والثاني :
‏ما جاء في قصة توماس أديسون :
‏لما كان في الثامنة من عمره عاد إلى البيت من المدرسة وهو يشعر بالأسف ، لأن معلمه كلفه بتسليم مذكرة إلى والديه ،
‏فقرأتها أمه "ناسي إليوت" أمام نظرات ولدها المترقبة لمحتوى المذكرة !!
‏سألها ماذا يوجد بها ؟
‏فقالت له :
‏المعلم يقول لي : ابنك عبقري ،
‏وهذه المدرسة متواضعة جدا بالنسبة له ،
‏وليس لدينا معلمون يصلحون لتعليمه ، من فضلك علميه في البيت .
‏فقررت الأم أن تعلمه بنفسها ،
‏حتى صار "أديسون" ذاك المكتشف الشهير في العالم كله ...
‏ظفر "أديسون" بالرسالة بعد وفاة أمه فلما قرأها بكى !
‏فإن الرسالة كانت تقول : "ابنك غبي ولا يصلح للتعلم"
‏فمن كان يكون "أديسون" لو أن أمه أخبرته بالحقيقة وحطمته من ساعته !

‏فالناس في هذه الأيام يحتاجون إلى أمهات عاقلات صالحات يصنعن اللبنات الأولى لأولادهن .

‏فكم من كلمة أفسدت نفسا زكية وخربت عقلا ذكيا .
‏وكم من عالم ومصلح في ثوب كناس ؟
‏زجت بهم الكلمات المحرقة ،
‏والحروف الصارفة إلى سجون الأعمال الشاقة ،
‏وكانت الثمرة المرجوة أجل وأفخم ..

‏فإذا رأيتم نابها نابغا ،
‏فقولوا الحمد لله الذي نجاه من كلمات التحطيم .

‏وصدق من قال : ليس العجب فيمن هلك كيف هلك ، ولكن العجب فيمن نجا كيف نجا ؟

‏كمموا الأفواه في ساعات الغضب عن الأبناء ،
‏واربطوا الألسن عن التحطيم في أيام البناء !
‏ورب صبر على غلام في صغره ،
‏يكون سببا لإمامته في كبره ،
‏ورب كلمة من حرف واحد تسقط النابه من القمة !
‏فخذوا الحكمة !

‏آملين أن تصل جميع التربويين والتربويات لدورهم الكبير في هذا الشأن.
‏دمتم لطفاء معززون للأجيال.


 


رد مع اقتباس