عرض مشاركة واحدة
قديم 08-27-23, 07:32 AM   #14
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (11:52 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي أئمة الهدى مصابيح الدجى



أئمة الهدى مصابيح الدجى



سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
سَابِقُ الْفُرْسِ

الجزء 2


قصة إسلامه:
عَنِ عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الفَارِسِيُّ، قَالَ كُنْتُ رَجُلاً فَارِسِيّاً مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ، مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ مِنْهَا، يُقَالُ لَهَا جَيٌّ، وَكَانَ أَبِي دهقان قريته (أي زعيم فلاحي العجم) وَكُنْتُ أَحَبَّ خَلْقِ اللهِ إِلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِي حُبُّهُ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ كَمَا تُحْبَسُ الجَارِيَةُ، قال فَاجْتَهَدْتُ فِي المَجُوْسِيَّةِ، حَتَّى كُنْتُ قَاطِنَ النَّارِ الَّذِي يُوْقِدُهَا، لاَ يَتْرُكُهَا تَخْبُو سَاعَةً.

فمرة خرج سلمان من البيت فمر ببعض الناس على النصرانية فأعجب بهم وترك أباه وسافر إلى الشام ولازم كثيرا من الأساقفة، كلما مات واحد منهم أوصاه بآخر، حتى لحق بصاحب عَمُّوْرِيَةَ وأخبره بخبره وأقام عنده فلما حضرته الوفاة قال له يا فلان إني كنت مع فلان فأوصى بي إلى فلان، وأوصى بي فلان إلى فلان، وأوصى بي فلان إلى فلان، وأوصى بي فلان إلى فلان فإلى من توصي بي وما تأمرني قال أي بني والله ما أعلم أصبح على ما كنا عليه أحد من الناس آمرك أن تأتيه،

ولكنه قد أظلك زمان نبي مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجرًا إلى أرض بين حرَّتَين بينهما نخل به علامات لاَ تَخْفَى ، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم النبوة، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل.


قال سلمان ثم مات وغُيّب، فمكثت بعمورية ما شاء الله أن أمكث، ثم مر بي رجال من تجار العرب فقلت لهم: تحملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقراتي هذه وغُنيمتي هذه؟ قالوا نعم، فأعطيتهم إياها وحملوني حتى إذا قدموا بي وادي القرى ظلموني فباعوني من رجل من يهود، فكنت عنده ورأيت النخل ورجوت أن يكون البلد الذي وصف لي صاحبي، فبينا أنا عنده قدم عليه ابن عم له من المدينة من بني قريظة فابتاعني منه فاحتملني إلى المدينة

فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي فأقمت بها، وبعث الله رسوله صلّ الله عليه وسلم فأقام بمكة، أقام لا أسمع به بذكر مع ما أنا فيه من شغل الرق، ثم هاجر إلى المدينة فوالله إني لفي رأس عَذْق (أي النخلة) لسيدي أعمل فيه بعض العمل وسيدي جالس إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال فلان، قاتل الله بني قَيْلة والله إنهم الآن لمجتمعون بقُباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم زعم أنه نبيّ،

قال فلما سمعته أخذتني العُرَوَاء حتى ظننت أني ساقط على سيدي، قال ونزلت عن النخلة فجعلت أقول لابن عمه ماذا تقول قال فغضب سيدي فلكمني لكمة شديدة وقال ما لك ولهذا أقبل على عملك،

قال قلت لا شىء، إنما أردت أن أستثبته عما قال، وقد كان شىء عندي قد جمعته فلما أمسيت أخذته ثم ذهبت به إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم وهو بقباء فدخلت عليه فقلت له إنه قد بلغني أنك رجل صالح معك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة، وهذا شىء كان عندي للصدقة فرأيتكم أحق به من غيركم، قال فقرّبته إليه فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم لأصحابه (كلوا) وأمسك يده هو فلم يأكل،

قال فقلت في نفسي هذه واحدة، ثم انصرفت عنه فجمعت شيئًا وتحوّل رسول الله صلّ الله عليه وسلم إلى المدينة ثم جئته به فقلت إني رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هدية أكرمتك بها فأكل رسول الله صلّ الله عليه وسلم منها وأمر أصحابه فأكلوا معه قال فقلت في نفسي هاتان اثنتان، قال ثم جئت رسول الله صلّ الله عليه وسلم وهو ببقيع الغرقد قد تبع جنازة من أصحابه عليه شملتان وهو جالس في أصحابه فسلمت عليه ثم استدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي،

فلما رآني رسول الله صلّ الله عليه وسلم استدبرته عرف أني استثبت في شيء وُصِفَ لي، قال فألقى رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم فعرفته فانكببت عليه أقبله وأبكي فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم (تحول) فتحولت فقصصت عليه حديثي، فأسلم سلمان ونطق بكلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله.


... يتبـــــــــ؏..


 

رد مع اقتباس