عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-23, 06:35 AM   #17
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (09:05 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



أئمة الهدى مصابيح الدجى



سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
سَابِقُ الْفُرْسِ

الجزء 5


زهده:
عن مالك بن أنس أن سلمان الفارسي كان يستظل بالفيء حيثما دار، ولم يكن له بيت، فقال له رجل ألا نبني لك بيتًا تستظل به من الحر وتسكن فيه من البرد فقال له سلمان نعم، فلما أدبر صاح به فسأله سلمان كيف تبنيه قال أبنيه إن قمت فيه أصاب رأسك وإن اضطجعت فيه أصاب رجليك فقال سلمان نعم، وعن أبي عبد الرحمـٰن السُّلَمي عن سلمان أنه تزوج امرأة من كندة فلما كان ليلة البناء مشى معه أصحابه حتى أتى بيت المرأة،

فلما بلغ البيت قال ارجعوا أجركم الله، ولم يُدخلهم، فلما نظر إلى البيت، والبيت منجّد قال أمحموم بيتكم أم تحولت الكعبة في كندة فلم يدخل حتى نزع كلّ ستر في البيت غير ستر الباب فلما دخل رأى متاعًا كثيرًا فقال لمن هذا المتاع قالوا متاعك ومتاع امرأتك، فقال ما بهذا أوصاني خليلي رسول الله صلّ الله عليه وسلم، أوصاني خليلي أن لا يكون متاعي من الدنيا إلا كزاد الراكب، ورأى خدمًا فقال لمن هذا الخدم قالوا خدَمُك وخدم امرأتك فقال ما بهذا أوصاني خليلي عليه الصلاة والسلام،

ثم قال للنسوة اللاتي عند امرأته هل أنتن مخليات بيني وبين امرأتي قلن نعم فخرجن، فذهب إلى الباب فأجافه (أي ردّه عليه) وأرخى السِتر ثم جاء فجلس عند امرأته فمسح عند ناصيتها ودعا بالبركة، فقال لها هل أنت مطيعتي في شىء ءامرك به قالت جلست مجلس من يطيع، قال فإن خليلي أوصاني إذا اجتمعت إلى أهلي أن أجتمع على طاعة الله، فقام وقامت إلى المسجد فصلّيا ما بدا لهما ثم خرجا فقضى منها ما يقضي الرجل من امرأته.

فلما أصبح غدا عليه أصحابه فقالوا كيف وجدت أهلك فأعرض عنهم، ثم أعادوا فأعرض عنهم، ثم أعادوا فأعرض عنهم، ثم قال إنما جعل الله عز وجل الستور والخِدر والأبواب لتواري ما فيها، حسْبُ كل امرئ منكم أن يسأل عما ظهر له فأما ما غاب عنه فلا يسألن عن ذلك، سمعت رسول الله صلّ الله عليه وسلم يقول (المتحدث عن ذلك كالحمارين يتسافدان في الطريق).


وعن النعمان بن حميد قال دخلت مع خالي على سلمان الفارسي بالمدائن وهو يعمل الخوص فسمعته يقول اشتري خوصًا بدرهم فأعمله فأبيعه بثلاثة دراهم فأعيد درهمًا فيه وأنفق درهمًا على عيالي وأتصدق بدرهم.

نبذة من كلامه ومواعظه:

عن جرير قال قال سلمان يا جرير تواضع لله عز وجل فإنه من تواضع لله عز وجل في الدنيا رفعه الله يوم القيامة، يا جرير هل تدري ما الظلمات يوم القيامة قلت لا، قال ظلم الناس بينهم في الدنيا، قال ثم أخذ عويدًا لا أكاد أراه بين إصبعيه، قال يا جرير لو طلبت في الجنة مثل هذا العود لم تجده، قال قلت يا أبا عبد الله فأين النخل والشجر قال أصولها اللؤلؤ والذهب، وأعلاها الثمر.

وعن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني مؤمل دنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وضاحك ملء فيه لا يدري أساخط رب العالمين عليه أم راض عنه، وثلاث أحزنني حتى أبكينني فراق محمد وحِزبه، وهول المطلع والوقوف بين يدي ربي عز وجل (أي الوقوف للحساب) ولا أدري إلى جنة أو إلى نار.

وعن سعيد بن وهب قال دخلت مع سلمان على صديق له من كندة نعوده، فقال له سلمان إن الله عز وجل يبتلي عبده المؤمن بالبلاء ثم يعافيه فيكون كفارة لما مضى، فيستعتِب فيما بقي، وإن الله عز وجل يبتلي عبده الفاجر بالبلاء ثم يعافيه فيكون كالبعير عقله أهله ثم أطلقوه فلا يدري فيم عقلوه ولا فيم أطلقوه حيث أطلقوه.

... يتبـــــــــ؏...


 

رد مع اقتباس