في محاولة اخيرة بدا لي
ان كل شي ينغمس في المستحيلات..
ويتلاشى بصمت


هنا حيث العدم وجدتني
لا أحد يعرفني حتى ذاتي تجهل من أكون
اتخذت لي في زاوية الهواجس كرسي وطاولة
أتى إليّ كوب قهوتي مطعمًا بالخيبات
رشفت منه رشفات متتالية
حقًا لا شيء أشد مرارة من القهوة..إلا الخيبة
يقف عند رأسي ظلا أسود طويل
كتب على جبينه أحلامي
رفع قبعته للتحية وغادر
لم أحرك ساكنا لم تعد لدي القدرة على ملاحقة شيء
أخرجت من جيبي ورقة وقلمًا
كتبت الأمنية الأخير أو ربما كانت رسالة وداع
ودعت اسمي والشيء الكثير من ذاتي
أخذت كبريت الايام وأشعلت النار في الورقة
راقبتها حتى غدت رمادًا
نهضت مثقلا جررت ساقاي نحو المجهول
فتحت بابًا لم أعلم ما خلفه
رأيت الضباب يغلف الطريق
وضعت قدمي لتتهاوى الأرض من تحتي
جثوت حتى إلتصقت بالارض
حبوت في دربي خوفا من السقوط في هاويات الوهم
لاشيء حقيقي حتى أنَاي مبهمة
لا أعلم ما أكون لا أفهم ما أريد
لا أهتم لشيء أو هذا ما آمله
صدري مثقل بالحديث لا تتسع الكلمات له
نفسي تتهافت لشيء حتى نفسي تجهله
أنفاسي مقيدة بسلاسل أفكاري
أفكاري متخمة بهواجس آمالي
آمالي مغمورة بأوهام الامنيات
أمنياتي تتلاشى في فضاء المستحيلات
فضائي خواء من البياض.


لا شيء أقسى على النفس من وداع الغايات
عندها يتحول الكون إلى التلاشي.