عرض مشاركة واحدة
قديم 09-27-23, 07:24 AM   #478
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:26 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة داركم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!

فتفضلوا أولاً واجب الضيافة ...



لا بُدَّ لِمَن يُحِبّ.. أن يَرتَوي

قرأ الإمام .. [رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا]

لأول مرة أستشعر أن هناك معنىً مختلفًا عمّا سبق، شيئًا لَم أنتبه له من قبل، لمسةً لأول مرة تصيب قلبي لأنتبه!

أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا = نعرف الصّبر لكن لماذا [أفرِغ] ما المعنى الذي غاب عنّي؟ نعرف أنّ الصّبر هو «فَنّ التّمسّك بالأمل» وأن هناك صبرٌ جميل، لكنّ كلمة «أفرغ» كانت سببًا في الشّرود قليلًا، في التّيه بعد الصلاة.

تخيّل أنّك في صحراء قاحلة، شديدة الحَرّ، طويلة الطريق، صعبة المسار، شديدة الألم، وحلقُكَ جااافّ تمامًا، تسير سيرَ المَيّت، تطلب من الله قطرة، وإذ بالسماء تُمطر فينهمر عليك الغيث حُبًا، كأن الغيمة تُفرغ حملها عليك لترويك بعد ظمأ.
هي كذلك.. الغيمة مع المطر، وأنت مع الصّبر، تطلب من الله قطرةً واحدة فيُعطيك سماءً تُمطر، وأنت تحتاج لأن يرويك الله بالصبر،

لأن يحتويك باللُّطف، لأن يأخذ بقلبك إليه، لأن يفرغ عليك شلّالًا من العطاء، جبالًا من السّتر، دروبًا من الجلال، سماءً من الكرم،

وأنت تطلب تذكّر أنه «الكريم» فلا تطلب منه صبرًا مجرّدًا ولا صبرًا جميلًا فقط، بل أن يُفرِغ عليك صبرًا، يُغرقك فيه، يملأك به فلا تريد سواه، يخرجك من ضعفك و ألمك، من ذنبك و مَيلك، لتستوي لك الطريق، ليستقيم لك المسار.

يا ربّ، أفرغ علينا من رحمتك وعفوك ورضاك، أفرغ علينا من حلمك و كرمك وهداك، أفرغ علينا النّعمة لنذوق المعنى.
وثَبّت أقدامنا....

بارك الله لكم يومكم
لنا لقاء آخر ان شاء الله