عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-23, 07:06 AM   #46
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (09:57 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



أئمة الهدى مصابيح الدجى



عثمان بن عفان رضي الله عنه
ثالث الخلفاء الراشدين

الجزء 4

جمعُه القرآن الكريم :

ذكر البخاري في صحيحه مبدأ أمر جمع القرءان في مصحف واحد وهو أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أرسل إلى زيد بن ثابت وهو من كتبة الوحي فأتاه زيد فإذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عنده فقال الصديق رضي الله عنه: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استَحَرَّ يوم اليمامة بقُرَّاء القرآن (أي كَثُر) وإني أخشى إن استحرَّ القتل بالقرّاء بالمواطن فيذهب كثير من القرءان وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن .

فقال زيد لعمر رضي الله عنه: كيف نفعل شيئًا لم يفعله رسول الله صل الله عليه وسلم ، فقال عمر رضي الله عنه: هذا والله خير. قال زيد: فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر.

وتتبع زيد بن ثابت رضي الله عنه القرءان فصار يجمعه من العُسُبِ واللخاف (وهي الحجارة البيضاء الرقيقة) وصدور الناس، وكانت في صحف عديدة جمعت عند أبي بكر رضي الله عنه حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهما.

ولمَّا بويع عثمان رضي الله عنه بالخلافة استشار الصحابة فكان الرأي أن يجمع القرءان في مصحف واحد، فجمع عثمان رضي الله عنه عددًا من الصحابة، قال أبو داود: كانوا اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار وكان بينهم من كتب الوحي وأرسل إلى حفصة بنت عمر رضي الله عنها يطلب منها الصحف التي جمعها زيد بن ثابت ثم نسخها في كتاب واحد.

وفي -فتح الباري- لابن حجر العسقلاني أن عثمان رضي الله عنه قال: من أكْتَبُ الناس؟ قالوا: زيد بن ثابت، قال: فأي الناس أفصح؟ قالوا: سعيد بن العاص، فقال: فَلْيُمْلِ سعيد وليكتب زيد. ولمَّا انتهوا من نسخ المصحف جعل منه نُسخًا وأرسلها إلى الأمصار وقد اختلف في عدد النسخ هذه، فمنهم من قال: هي أربعة ومنهم من قال: خمسة وقيل: ستة وسبعة ثم جمع ما سوى هذه النسخ من القرءان فأحرقها وأمر إلى أهل الأمصار بذلك.

وقد كان جَمْعُ عثمان رضي الله عنه للقرءان لمّا كثر الاختلاف في وجوه القراءات على اختلاف لغات العرب فتنازع أناس وخطَّأ بعضهم بعضًا، فخشي من تفاقم الأمر في ذلك حتى جمعه على لغة قريش، ولا يعني ذلك منع قراءته بلغات العرب الأخرى وذلك أنه جاء في صحيح البخاري قول النبي عليه الصلاة والسلام : إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه.

... يتبـــــــــ؏....


 

رد مع اقتباس