صرخه


عام من الفراق
وهاهي الايام تنطوي يوم تلو الاخر
اترقب ساعاتها حتى يكون اللقاء
حيث رفيقة عمري وانيسة وحدتي
وسري وضحكاتي وشهقاتي
كم من الأيام بكينا سويا وضحكنا
وتعالت أصواتنا تعلن جنون التمرد
مقاعد الدراسة شاهدة
على خربشاتنا
كلماتنا المسروقة بين نظرات من يتربصن بِنا
حروفنا المغروسة بالدفاتر
هنا رسمنا وجه احداهن باسلوب ساخر
وهنا وضعنا أحرفنا وهنا اضعنا لفته من انتباهنا
كانت المقاعد تتلاصق
وكأننا نلتقي بعد فراق
وليس دم واحد يجري بعروقنا
وبيت واحد يلم شتاتنا
وغرفه شاهده على تناثر الكلمات

خلال رحلتي
كنت استرجع كل هذه الذكريات
اتمنى أن يكون هُناك جناحان تحملني
لأصل بسرعه

لأحتضنها وأخبرها كم افتقدت
شقاوتنا جنوننا ضحكاتنا


وكان الوصول وقلبي يكاد يتراقص فرحاً
كانت الساعه تُشير الى السادسه مساءًا
عند هبوط الطائرة
وجدتها بأنتظاري
جميله كما كانت
العينان تحمل العسل

تسامرنا الليل بأكمله
بين ذكريات وضحكات
وفجأه قالت


مُتعبه أنا ..!!
قواي تنهار
لا أستطيع أن أحمل حتى حقيبة يدي
لم اهتم ظننت ان وجعها عابر
وهن ويُغادر
يوم تلو الأخر
حتى يأتي ذاك الخبر كـ الصاعقه
كـ رصاصة أستقرت بالقلب

مرضها لاشفاء له
أيامها معدودات
انهيار لكل ماحولي وحولها
خرجت والدموع تملأ عيناي
أقاوم القوه المُتبقيه بروحي
ذهبت بعيداً
صرخت بـ أعلى صوتي
في محاوله يائسة لخروج ذاك الوجع
الجاثم بداخلي
صرخت وبكيت وشهقت وتنفست

وماهي الا أيام
وذهبت عني بعيداً وعادت بعد سنة
ولكن كانت العودةالاخيرة
حيث كان الفراق الأبدي
عادت محموله بين ايديهم
وضعوها أمامي حتى اشبع عيناي
منها
حاولت جاهده ان احتضنها
اودعها انغرس داخل صدرها
اشتم رائحتها ولو لمره واحده


قبلتها قُبلة وداع
فخارت قواي وخانني جسدي
ولم أفق بعدها الا وأنا بعيدة عنها كل البُعد..
حملوها بعيدا عني ولازال وجعها
يعاودني كل عام
وكأنه يوم رحيلها الابدي



مخرج#
التصقوا بمن تُحبون
أشبعوهم حُباً وأرتوو من قلوبهم
ومن أصواتهم قبل الرحيل الأخير..!


*هوس..!