عرض مشاركة واحدة
قديم 10-31-23, 06:52 PM   #1
Mc Nabulsy

الصورة الرمزية Mc Nabulsy
باحث عن الحقيقة

آخر زيارة »  05-23-24 (12:04 PM)
المكان »  فلسطين
الهوايه »  القراءة - الرياضة - السفر (مع اني بسافرش) - التصميم - المونتاج - الراب - تطوير المواقع - .. الخ

 الأوسمة و جوائز

افتراضي لا شيء يغيب عن صخرة الليل



في المكان الذي تعجز عن تفسيره ولا تدرك كيف يمكنك الذهاب والعودة اليه في غضون ثوانٍ قليلة، تجد شيئاً في الخارج يراقبك. إنه ينظر لك عن كثب، ويرى كل حركة تقوم بها. انت لا تعلم أين انت، انك في اللامكان، تنتقل بسرعة كبيرة في ارجاء المعمورة دون ان تدرك، وكلما تساءلت عن الوقت وجدت ما يلهيك عنه. هل هو وقت العشاء؟ اذا لماذا في طريقك الى بيت جدك تحت السماء الداكنه تصل الى دولة أخرى وتجد نفسك مع صديق قديم تراه لأول مرة في حياتك في ظهيرة يوم ما؟ في ذلك البُعد، لا يُعترف بالايام، ان الوقت مورد غير موجود فتجد نفسك تتقلب في ثلاثة أبعادٍ مدمراً الزمكان ومشتتاً للطول والعرض والارتفاع. في غضون ذلك كله، لا زال يراقبك عن كثب.
تنتظر عودته وما ان مالت الشمس للاتجاه الآخر، تصعد لأعلى سفح في منزلك وتجلس على الهاوية، وبينما هو يراقبك ويعطيك ذلك النور المسروق دون دفئٍ ولا سكينه. تسيل الدموع منكـ وتقول له ما رأى وتعجز عن معرفة سماعه من عدمها. هل ينتقل الصوت كل تلك المسافة؟ هل تصلح احزانك لأن تكون وسط ناقل تصعد الى الأعلى وتخبره ما عجز عن سماعه حين رآك تتألم؟
هو لم يخدعك وحدك، خدع الكثير قبلك. أوهمهم بنفس الوهم وألهمهم انه يحبهم فيجلس هناك وينصت، فيعبدوه ويرسموه ويشكو له ما تيسر من ذكريات ويشكرونه على وجوده بعيداً عن الضجيج وقريباً من سكون الروح. كيف يخدعك ما له وجهان ولا يريك إلا وجه واحد. كيف تصدق انصاته في حين انه يغيب اكثر مما يظهر. في كل ظروفك كان هناك يراقب ويراك ولكن لا يجرؤ للخروج كل يوم ...


 


رد مع اقتباس