11-06-23, 07:43 AM
|
#492 |
| | | | | | | | | الهوايه » القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر | | | | | حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة داركم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!
فتفضلوا أولاً واجب الضيافة ...
اختلف الإمامان الجليلان الإمام "مالك" و الإمام "الشافعي" رحمهما الله
فالإمام مالك يقول : إن الرزق بلا سبب بل لمجرد التوكل الصحيح على الله يُرزق الإنسان مستنداً للحديث الشريف
لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم
كما يرزق الطير تغدو خماصاً و تروح بطاناً....
أما الإمام الجليل الشافعي ، فيخالفه في ذلك ، فيقول : لولا غدوها و رواحها ما رُزِقَت ؛ أي أنه لا بد من السعي وبذل السبب.
وكلٌّ على رأيه..
الإمام "مالك" وقف عند *لرزقكم كما يرزق الطير
و تلميذه "الشافعي" قال :
لولا الغدو والرواح لما رُزِقَت .
فأراد التلميذ "الشافعي" أن يثبت لأستاذه "مالك" صحة قوله، فخرج من عنده مهموماً وهو يفكر
فوجد رجلاً عجوزاً يحمل كيساً من البلح وهو ثقيل عليه فقال له : أأحمله عنك يا عماه؟
وافق الرجل العجوز فحمله عنه ، فلما وصل إلى بيت الرجل ،أعطاه الرجل بضع تمرات وذلك استحساناً منه لما فعله معه
هنا ثارت نفس الإمام "الشافعي" و قال :الآن أثبت ما أقول؛ فلولا أني حملته عنه ما أعطاني
وأسرع إلى أستاذه "مالك" ومعه التمرات ووضعها بين يديه وحكى له ما جرى
وهنا ابتسم الإمام الرائع "مالك"
و أخذ تمرة ووضعها في فِيهِ و قال له :
و أنت سُقتَ إلىَّ رزقي دونما تعب مني .
فالإمامان الجليلان استنبطا
من نفس الحديث حُكمين مختلفين تماماً وهذا من سعة رحمة الله بالناس .
الخلاصة : هنالك أرزاقٌ بلا سبب فضلاً من الله و نعمة
و هنالك أرزاقٌ بأسباب لابد من بذلها....
أسعدكم الله أينما كنتم
لنا لقاء آخر إن شاء الله |
| |