عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-23, 08:19 AM   #493
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:28 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة داركم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!

فتفضلوا أولاً واجب الضيافة ...



مدهشة..

الصلابة النفسية التي يتمتع بها أهل البلاء اليوم..ممن عانوا من ويلات الحروب ..القدرة على الاستيقاظ صباحًا والبدء بعيش يوم آخر في دُنيا غير مضمونة..يرونها على حقيقتها، لا تأخذهم الغفلة، ولا يعرفون فيها رفاهية النسيان.
صلابة تُخجلك من قول: آخ، تضيّق وتصغّر همومك حتى كأنك لا تراها، تهبك الحياء من التضجر وأنت ترى الحمد يخرج من أفواه من عانوا أضعاف أضعاف ما عانيت..

عجيبون!
يعمرون بيوتهم بعد الحروب كأنها لم تتهدم قط، يتزوجون، ينجبون الأطفال، يهبونهم لله، دموعهم ترافقها زغاريد، ولا يكلّون ولا يتوقفون عن البطولة..

لعلّه الرفيق الطيب؛ القرآن، عمّر صدورهم، وأورق فيها كأنه جنات ألفافًا، تراه يوجّه ردود أفعالهم، فلو قيل لهم خافوا يحشد العدوّ لكم كانت النتيجة = "فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل"، ولو خسروا أنفسهم وأموالهم تذكروا أن الله اشتراها! "إن الله اشترى" وأنه يبشّرهم "فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم"!

، ولو سمعوا وسوسة الشيطان يعدهم الفقر، لم يغب عنهم أن الله "يعدهم مغفرة منه وفضلاً" واطمأنوا بـــ: "وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء"!

مؤمنون حق الإيمان بالآخرة، شاهدوها عيانًا، كفلق الصبح، كأنهم يقرؤون في كل يوم مطلع سورة الملك، "خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا!"، هذه الصلابة، ورباطة الجأش، وقوة اليقين، وحسن التصبر، والاحتساب الجليل عند الله، لا يكون إلا لقلوب فهمت معنى أن الآخرة "خير وأبقى"، مع دوام استحضار أن الله هو العزاء والأمل، أنه الباقي، وأن كل شيء يفنى..

هذه الكلمات في حياتهم لم تكن مجرد شعارات، لقد أحسوا بها فعلا..وتلمستها أيديهم، فقدوا مرة ثم قاموا يربتون على رؤوس أطفال آخرين بعدما وارووا أطفالهم الأُوَل تحت التراب، يحسنون صناعة اللحظة، فلا يموت عندهم الحب، وإن مات من أحبوه، ولا يموت عندهم البرّ، وإن فقدوا أهله، ولا يتلاشى عندهم الأمل حتى مع انتشار اليأس، كأنهم على وجه قريب من الكمال لا يستوعب العقل أن يجتمع في بشرية -لولا فضل الله-، ثم كان لا بد من الثأر، لله، للدين، للوطن، للأكفّ الناعمة، والعيون الجميلة!

"قد يقتل الحزن من أحبابه بعدوا
عنه فكـيف بمن أحبابه فقدوا"

اللهم أفـرغ عليهم صبرًا وصبرًا وصبرًا
حتى يلقوك وأنت عنهم راضٍ، وأنت تعدّ لهم وتعطيهم ما سميته فوزًا عظيمًا، وأنت تمنحهم خلودًا أبديًا بهيًا!

أسعدكم الله أينما كنتم
لنا لقاء آخر إن شاء الله