إلا أَيُّها الآتُون ماذَا وراءَكُم
ب" مَنزِل حرْبٍ" في سَواءِ السّواحل

بِتِلكَ التّي مِنْها يُرى البحرُ ماثِلًا
عَلَتْهُ" الْمُنستيرُ" رِباطُ الأَفاضِلِ

بِتِلكَ التّي مِن حوْلِها قَدْ توَزّعت
قُرِّى مِثْلَ " مَصدورٍ" و"مَنْزِلِ كامِلِ"

وَ" مَنزِل خيْرٍ" و" الْمَنارة" إثْرَها
" خَنيس" و"بَنانُ" وباقي المنازلِ

قُرى حاطَها الزّيتون مِن كلٍّ جانِبٍٍ
وغَنّى لَها الخُطّافُ إثْرَ البَلابِلِ

تَنامُ على الأسْمارِ في كلِّ لَيْلَةٍ
وَتَصحو عَلى الأَذانِ في كُلِّ قابِلِ

وَتَغدو معَ الأطيارِ صَوبَ مَغارِسٍ
وَتَأْوي إِلى الْأبْياتِ عنْدَ الْأَصائِلِ

وَتَغفو عَلى الأحْلامِ وَهي قَليلةٌ
وَتغْفو وَإِنْ لَمْ تًَحْظُ منْها بَطائلِ

كَذا دَأبها والدّابُ إلْفٌ وعادةٌ
ومَنْ هاجَرَ الْمَألوف مُنذُ الأوائلِ

قُرى ساكِنوها فيهُمْ ما عَلِمتُمْ
وَما قَدْ جهِلْتُم مِنْ نَفيس الفَضائِلِ

لَديْهِم قَناعاتٌ وَإيمانُ مُسلمٍ
وَأَقْدامُ بَحّارٍ وَرِقّةُ حاملٍ

تَرَبّوا عَلى الإسْلامِ نَهْجًا وَشِرْعَةً
وَهل أثبتَ الإسْلامُ غَيْرَ الْأفاضِلِ

فَكَم سيّد منْهُم أَديبٍ وشاعِرٍ
وَكَمْ عالِمٍ مِنْهم بَداوَ مُناضِلِ

وَكَمْ قائِدٍ تَسيرُ لِسيْرِهِ
رِياحِ الْخَريفِ أَوْ فُراتِ الْجَداوِلِ

وَكَمْ واحِدٍ مِنهُم أَبِيّ وَحازِم
وَكَمْ في قُرانا مِنْ جَوادٍ وَفاضِلِ

قُرى هِيَ أَشهى مِنْ كُفورِ كِنانَةٍ
وُ أَلْهى يَقينًا مِن حَدائقِ بابِلِ