عرض مشاركة واحدة
قديم 11-22-23, 07:52 AM   #498
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:26 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة داركم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!

فتفضلوا أولاً واجب الضيافة ...



اختيار الألفاظ :

من فنون الأدب اختيار اللفظ المناسب حتى قالوا: « لكل مقـام مقـال ».
فيقال للمريض "معافى"،

و للأعمى "بصير" ،

و للأعور "كريم العين"،

وكان هارون الرشيد قد رأى في بيته ذات مرة حزمة من الخيزران،
فسأل وزيره الفضل بن الربيع:

ما هذه ؟.
فأجابه الوزير: عروق الرماح يا أمير المؤمنين.
أتدرون لماذا لم يقل له: إنها الخيزران؟

لأن أم هارون الرشيد كان اسمها "الخيزران"، فالوزير يعرف من يخاطب؛ فلذلك تحلى بالأدب في الإجابة.

و أحد الخلفاء سأل ابنه من باب الاختبار : ما جمع مسواك ؟

فأجابه ولده بالأدب الرفيع : (ضد محاسنك يا أمير المؤمنين).

فلم يقل الولد: (مساويك) لأن الأدب هذّب لسانه، وحلّى طباعه.

و خرج عمر- رضي الله عنه- يتفقد المدينة ليلا، فرأى نارا موقدة، فوقف، وقال : يا أهل الضَّوء، وكره أن يقول: يا أهل النَّار.

و لما سُئِل العباس- رضي الله عنه، وعن الصحابة أجمعين-:
أنت أكبر أم رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ؟.

فأجاب العباس قائلا :
(هو أكبر مني، و أنا ولدت قبله).

ما أجملها من إجابة في قمة الأدب لمقام رسول الله -عليه الصلاة والسلام-!.
اختيار الألفاظ قيمة ضاعت للأسف فى مجتمعاتنا، وأصبح بعضنا يبرر ذلك لنفسه ببعض الكلام مثل: أنا صريح، و أنا أتكلم بطبيعتى، أو أنه بذلك يبتعد عن النفاق.
والحقيقة أن هناك فرقا كبيييرا جدا بين النفاق، ومراعاة مشاعر الآخرين ، وبين الصراحة، والوقاحة.

يجب ان نعي جيدا أن بين كسر القلوب وكسبها خيطا رفيعا اسمه "الأسلوب".


أسعدكم الله أينما كنتم
لنا لقاء آخر إن شاء الله