عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-23, 07:28 AM   #6
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (11:44 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



اهلاً - بالشتاء

السادسة

نتابع مع...

هؤلاء المبذرين وإن كانوا قد بلغوا من سفاهة العقول وسوء التصرف ما يؤذن بقرب زوال النعم؛ لأنهم لم يحفظوها بل اتبعوا خطوات إبليس في التعامل معها (* إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخْوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِ وَكَانَ ٱلشَّيْطَٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورًا)
(٢٧ الاسراء)

مع أن كل عاقل يعلم أنهم تعدوا حد البذخ والتبذير إلى حد السفاهة والحمق.

و انهم رغم أنهم بلغوا من السفاهة ما يؤذن بقرب زوال النعم كما هي سنة الله في خلقه، إلا إنهم أيضا من* جهة أخرى قد ضيعوا على أنفسهم أبواب أجر كبير وثواب عظيم كان يمكنهم تحصيله لو وجهوا هذه الأموال إلى أبواب الخير وخدمة الإسلام والمسلمين

لن أنقل إليك ولا إليهم إحصائيات بعدد مرضى الكلى في بلاد المسلمين الذين يحتاجون إلى وحدة لغسيل الكلى تنقذ حياة المئات أو الآلاف من مرضى الكلى.

ولن أتكلم عن مرضى السرطان الذي أصبح كالإنفلونزا في بلاد المسلمين، ولا الكبد الوبائيولن أتكلم عن أصحاب الحاجات والمساكين والذين يتمنى أحدهم أن يعرف معنى اللحم أو يراه فضلا عن أن يتذوقه.

لكنني سأترك ذلك كله لأنقل لك صورة من مجاهل أفريقيا؛ ليعلم كل قارئ ومطلع معنى التوفيق من معنى الخذلان، وكيف يكون التعامل مع النعمة وما يمكن أن يجره ذلك على صاحبه.

الصورة سجلها لنا الدكتور عبد الرحمن السميط ـ رحمه الله ـ ذلك الرجل الداعية* الطبيب المسلم الكويتي الموفق، الذي قضى حياته بين الأدغال وفي القفار وبين مستنقعات الغابات يبحث عن إنسان يستنقذه من الوثنيات والجاهليات ومجاهل الشرك والظلمات يأخذ بيده وأيدي غيره إلى نور الإيمان وحلاوة الإسلام..فأسلم على يديه ما تخطى الأرقام ذات الستة أصفار، وبنى مساجد ومدارس وجامعات، ومستشفيات

أو مراكز طبية وحفر آبارا بالآلاف أحيا بها بلادا وأجسادا وقبل هذا أحيا قوما بالإسلام وبنى نفوسا بالإيمان، هذا كله بعد فضل الله ومنه عمله دون ضجيج ولا صوت ولا مقاطع يوتيوبية، ولا لقطات على الانستجرام ليرى الناس ما يفعل ولا ظهور فضائي.. بل كل ذلك في صمت، يرجو ثواب الله.. فجزاه الله عن دينه خير الجزاء وغفر الله له واسكنه اعالى درجات الجنان....


 

رد مع اقتباس