عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-23, 07:30 AM   #7
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:40 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



اهلاً* -* بالشتاء

السابعة....

يحكى الدكتور عبدالرحمن السميط رحمه الله يقول: كنت أقف ذات يوم فى* إحدى كفور افريقيا ، فسمعت بكاء سيدة إفريقية ونحيبها وتوسلاتها لأحد الأطباء ـ القائمين على مساعدة الأطفال الصغار وعلاجهم في بعثتنا في إفريقيا

وللحق فقد تأثرت لشدة إصرار الأم وتمسكها بتحقيق مطلبها، فتحدثت مع الطبيب فقال لي: إن ابنها الرضيع في حكم الميت، وحالته متأخرة جدا وهو ضعيف جدا ولن يعيش حسب ما تنبئ حالته وهو يعتبر فى عداد الموتى

وهى تريدني أن أضمه لأعداد الأطفال الذين سنرعاهم، وما سأنفقه عليه مال لا طائل منه، إنه طفل لن يعيش إلا لأيام قلائل* والله اعلم ....والمال أولى به غيره

فقال الدكتور عبد الرحمن : نظرت لي الأم ـ والطبيب يحكى لي ـ بنظرات توسل واستعطاف، فقلت للمترجم: اسألها كم تحتاج من المال كل يوم؟ فقالت: له المبلغ وجدته ثمن مشروب غازي في بلدي

(ولأمانه النقل* فقد سمعت الدكتور في مقطع* يحكي هذه القصة، فقال: وكانت وجبة الطفل تكلف 15 هللة، وكرهت أن أدفع من مال الله مثل هذا المبلغ من غير طائل فيكون تضييعا لأموال الفقراء التي استأمنني عليها الناس والله قبلهم)

رحمك الله شيخنا

فقلت: لا مشكلة سأدفعه من مالي الخاص، وطمأنتها. فأخذت تريد أن تقبيل يدي فمنعتها، وقلت لها خذي هذه نفقة عام لابنك، و أشرت لأحد مساعدي وقلت: هو سيعطيك ما تحتاجيه. ووقعت لها على صك لتصرف به المبلغ المتفق عليه

تمر الشهور والسنوات وللحق أنا اعتبرته فعلا طفلا ميتا، وإنما فعلت ما فعلته لكي أهدئ الأم المسكينة فقط ـ خاصة وهي حديثة عهد بالإسلام ـ ونسيت الموضوع برمته.


بعد أكثر من ١٢عام كنت في المركز وحضر لي أحد الموظفين وقال لي: هناك سيدة إفريقية تصر على لقائك، وأتت عدة مرات. فقلت له: أحضرها. فدخلت سيدة لا أعرفها، ومعها طفل جميل الوجه هادئ، وقالت لي: هذا ابني عبد الرحمن أتم حفظ القرآن وكثير من أحاديث الرسول، وحلمه أن يصبح داعية للإسلام معكم....


 

رد مع اقتباس